يُعاتبني فؤادي عن هواك
وبالأشواقِ يعْـصـرُني الوئامُ
وما أدْري متى يأتي انْعتاقي
وأسْرُ العشْق يعرفُه العــــظامُ
قضيتُ العمْر في قفصِ التّرجّي
فما انْقشعَ الغمامُ ولا الظّـــــلامُ
وقال لي الصّباح كفى انْزعاجاً
فإنّ القلبَ يسْـــــكنُه الــغــرامُ
أيا عشّاق حرف الضّاد مهلافقد
حضر النّهـــــى أهلاً وســـهلا
حبيبٌ في الأحبّة نالَ منّي
وعلّمني الهُــدى قولاً وفــعلا
ينامُ معي فيوقظني بياتاً
لأرسـمَ ما بذاكرتي تجــلّى
فأسعدُ حين أسْكبُ من يراعي
بياناً بالبلاغــة قد تحـــــــــــلّى
أبيتُ اللّيل في نظم اللّآلي
وعقلي بالمـعاني قد تسـلّى
لسانُ الضّاد حرف الملهمينا
وشرق بالهدى نشـر اليـقينا
لسان الضّاد في المبنى بناء
به الإعراب رقّـى العارفيـنا
تجلّى بالبــــيان فصار سحرا
أنار بضوئه الأمل الدّفــــــينا
أجوب به العصور وكلّ عصر
أراه مـن العــصور الأوّليـــنا
أحبّ الشّعر في علم الأدب
وما كتـب العــظام من العرب
ألم تر أنّ ذكر اللّه يشفي قلوب
الأشــــــــقياء من الغــــــضب
ويبعث في النّفوس الأمن هديا
فتشعر أنّها تحيي النّــــــــسب
لسان الضّاد سهّرني اللّيالي
ولقّنني الرّفيــــع من الأدب
بنظمه في الحياة رأيت نفسي
ومنه الفكر أسكره العــــــــنب
عشقت تلاوة الأشعار عشقا
وكان العشق في الأحشاء صدقا
أحسّ بأنّني أحيي لســــاني
فأقرأ ناطـــــــــقا أدبا ورفقا
وأعصر من فمي لغة وشعرا
فينسكب النّدى سحرا وشــوقا
وفي مجرى الكلام أحسّ أنّي
صنعت من الحروف رؤى وذوقا
سأنتزع السّواد من العيـــــون
وأزرع دمعــــــتي بين الجفون
سأرسم أحرف العشّاق شوقا
وقد بلغوا الحدود من الجنـون
وفي خلدي ســـأبدع كلّ فنّ
ترعرع كالرّضيع مع الفـــنون
لساني صادق في البعث لمّا
تربّى في المـخافر والسّجون
وفي زمن الرّصاص حُبِسْتُ طفلا
وفي زنزانتي انفتحت عيوني
يراعي بالنّبوغ سقى اجتهادي
وقاد سفينـــــــتي نحو الرّشـاد
سألته فاستجاب إلى اهتمامي
وسلّحني بمختـــــــــلف العـتاد
فسرت إلى المعالي مستريحا
أناضل بالحـــــــروف وبالمداد
وكنت إذا أصابتنـي جراح
صبرت على التّحمّل في انقيادي
فديتك يا لسان الضّاد روحا
فأنت الإرث في وطني وزادي