في خطوة تعبر عن تسامح وحقيقة المجتمع النيوزيلندي، أشارت صحيفة "ستاف" أن حملات لجمع تبرعات لصالح ذوي ضحايا العمل الإرهابي الخسيس الذي أودي بحياة 50 شخصا وإصابة مثلهم، تمكنت من جمع 4 ملايين دولار.
ووفقا لما نشرته الصحيفة أن حملة على موقع givealittle، تمكن من جمع 2.3 مليون دولار، في أقل من 24 ساعة، وهو الحدث التاريخي منذ إنشاء الموقع.
"لن يعيد المال أحباءهم لكننا نأمل في تخفيف اعبائهم بطريقة أو بأخرى"، كانت تلك الكلمات مطبوعة على منشور الحملة التي إنطلقت بعد ساعات من الحادث الإرهابي.
كما تم تدشين حملة أخري لجمع التبرعات نظرا لحدوث خلل فني بعد تزايد الأعداد على الحملة الأولي، بهدف جمع تبرعات لضحايا الحادث الإرهابي الذين بلغ عددهم نحو 51 قتيلًا و49 مصابا.
أشارت صفحة الحملة على مواقع التواصل الإجتماعي، إن حملة التبرع لذوي ضحايا المسجدين كانت الأسرع استجابة من قبل المتبرعين في آخر 10 سنوات، بعد أن جمع هذا المبلغ في 24 ساعة فقط، وهو عادة مبلغ كان يحتاج شهرًا، على الأقل لجمعه.
تمكن مجلس فرق دعم الضحايا النيوزيلندي من جمع تبرعات بأكثر من مليوني دولار خلال 24 ساعة لدعم ذوي ضحايا مذبحة المسجدين.
أشارت الصحيفة ان نحو 38 ألف مواطن تبرعوا لذوي ضحايا الهجوم ليصل حجم التبرعات إلى 4 ملايين دولار حتى الآن.
وعن مصدر التبرعات أشارت الصحيفة أن تلك الأموال تأتي من كل أنحاء العالم، ومن ممثلي مختلف الديانات في نيوزيلندا، حيث دعا رئيس أساقفة إقليم كانتربرى الكنائس لحملة تضامن وجمع تبرعات لذوي ضحايا الهجوم الإرهابي.
كما تم التبرع بأكثر من 90 ألف دولار أمريكي على صفحة Everyday Hero ، والذي تم إنشاؤه بعد أن تسبب حجم التبرعات في حدوث مشاكل على موقع Givealittle.
جدير بالذكر أن كلتا الصفحتين أعدهما مجلس دعم الضحايا التابع لمجلس الأمن النيوزيلندي ، المزود الحكومي الرئيسي لخدمات الدعم للأشخاص المتضررين من القتل.
ووفقا لما أوردته الصحيفة لم ينحصر التبرع في الأموال فقط بل شمل أيضا الدعم المعنوي الذي قام به العديد من النيوزيلنديين، حيث دعا بعض المتطوعين في مجلس دعم المصابين إلي عمل قاطرة طعام لهؤلاء الذين يراقبون حالة ذويهم الصحية في المستشفيات.
كما تمت الدعوة للعديد من الوقفات التضامنية مع الضحايا، وذلك على أن تكون في عدد من الأماكن العامة وعلى الشواطئ، ليحمل المشاركون شموعا ينيروا بها وجه الظلام الذي حل على نيوزيلندا في الليلة السابقة.