القطارات من أقدم وسائل النقل والمواصلات ، والمصريون بجميع طبقاتهم لايستطيعون الإستغناء عنها ، برغم ما تعانيه من إهمال وفساد من زمن طويل ، ولن أتحدث اليوم عن شكل الخدمات ومستواها ولا خطوره الحوادث بها ، ولكني سأتحدث عن المشهد اليومي للمواطنين المستخدمين وطرق حل هذه الإشكاليات ، فبنظره دقيقه لما يحدث فنجد أن المشكله الحقيقيه تكمن في إدارة المنظومه الحديديه وليس كما يصور في الإمكانيات الماديه والمليارات التى تحتاجها لتحسين وتقديم الخدمات الأمنه للمواطنين ، فتطوير السكك الحديديه من المفترض إنه من الخطط التي تعدها إدارة هذه المنظومه ويتم جدولتها ووضع الأولويات الهامه واللازمه بجانب تفعيل منظومه التدريب والرقابه بها وما توفره الدوله من دعم لهذه الهيئه ، والتى تحتاج الى مراجعه ومحاسبه المقصرين ، كما يجب أن يتم التغير الشامل للعقليه الإدارية لهذه الهيئه وإعادة الإنضباط داخلها ، كما يجب تعديل القوانين المنظمه والرادعه في نفس الوقت للعلاقه بين الشعب والدوله وبين الدوله والمواطنين ، فعند إستخدام القطارات تجد أنه تمثل قطعه مصغرة من المشكلات المجتمعيه خارج الدوله الحديديه ،فسوء الخدمات والطبقيه والأسعار مشكلات مشتركه بين إدارة الهيئة والمواطنين ، فلا تدريب ولا تجديد حقيقي لكوادر هذه الهيئه من عمال إشارات وسائقين وفنيين ومهندسين وورش وخطوط متهالكه بسبب الفساد بالهيئه لأقدم ثانى خط سكك حديديه بالعالم ، هذا بجانب ماتراه يوميا بالقطارات من سوء تعامل المواطنين مع هذه الوسيله الإستراتيجية الهامه لكل فرد من المجتمع ، من موظفين وعمال وطلاب وكبار سن وأطفال كل طبقات الشعب المصري يستخدم القطارات بدون رقابه حقيقيه ، ونتحدث عن خسائر لهذا القطاع نعم لابد من الخسائر والخسائر الفادحه في الأرواح والأموال بهذا الشكل المتهالك من الإدارة وعدم توفر الرقابه والمحاسبة الفعاله ، فغالبيه مستخدمين هذه الوسيله الهامه يتهربون من دفع ثمن التذكره الزهيد بطريقه أو بأخرى ، في غياب التفكير في حلول حقيقيه ممكنه التنفيذ وتعمل علي تطوير المنظومه بخطط منتظمه ومحدده المعالم والمده ، فأولي هذه المتطلبات أن يكون هناك نظام يجعل كل من يستفيد من هذه الخدمه يقوم بدفع ثمن التذكره ، فملايين المستخدمين لايدفعوا ثمن التذكره لان نظام التحصيل بالكمسري والمفتش نظام منتهي الصلاحيه ، وبدون زيادة لثمن التذكره يكون على الاقل هناك الطريقه الجاده لتحصيلها في هذه الوسيله المهمه والرخيصه والأمنة نوعا ما ، والتى تدعمها الدوله ، فلايجب إستثناء أي فرد في المجتمع بمستوياته المختلفه بتخفيض أو إعفاء نظرا لرخص هذه الخدمه فلا إعفاء لموظفين المصلحه ولا الشرطه والجيش ولا القضاء ولا تذاكر مجانيه وكروت vib للقطارات السريعه وقطارات النوم و تعديل ثمن التذاكر للأجانب ، ولا يكون هناك تخفيض إلا بنظام لفئتين فقط وهما المعاقين وكبار السن وبشروط واضحه المعالم وقابله للتنفيذ ، هذا بجانب تنميه موارد النقل بالسكك الحديديه وإستحداث نظم جذب وحوافز لهذا النوع من النقل والذي لايمثل سوي قرابه ٣% من إستخدامات نقل البضائع بمصر عن طريق السكك الحديديه ، سيساهم هذا في توفير موارد جديده تدعم التطوير المرجوا ، هذا بجانب إستغلال المحطات والمنشأت بصوره إستثماريه متزنه تساهم في زيادة الموارد للهيئه ، وتكون المليارات التى تحتاجها المنظومه للتطوير يتم جدولتها على مراحل جزء تتحمله الدوله وجزء يتحمله الفكر الجديد للإدارةبجانب وجود نظام وقوانين رادعه تساهم في الحفاظ على ممتلكات الدوله وأمن المواطنين بدلا من الفوضي التى تضرب بجوانب هذه الهيئه ، ويجب الإستفادة من المحطات التى لها شكل تراثى ولايوجد مثلها في العالم ، ويمكن أن تنشأ متاحف للقطارات ثابته أو متحركه بالمحطات ويتم التسويق لها لتوفير شكل من أشكال الموارد ، فالدول المجاوره تنمي مواردها بأقل مما نملك نحن ولا نستفيد من ممتلكاتنا ، فالمملكة العربيه السعوديه مثلا تقوم بتسويق متحف القطارات بالمدينه المنوره إعلاميا ودوليا ليكون مصدر ترويج للسياحه لزيادة مدخلاتها ، ونحن أصل القطارات ونمتلك ثلث آثار العالم ومنها ثاني أقدم خط سكك حديديه بالعالم ولا نستفيد منها ، مصادر كثيره ممكنه ومنها أيضا الإعلانات والدعايه داخل المحطات وفي القطارات وغيرها من الأماكن التى تعتبر مهمه لكل من لديه أعمال يريد ترويجها حيث يوجد ملايين المستخدمين يوميا بجميع المحطات بمدن ومحافظات الجمهوريه ، إستحداث خدمات مثل عربات خاصه بالسيدات ، وعربات بخدمات إنترنت ، وتوفير أمن حقيقي بالعربات وتطبيق القانون على الجميع بحزم ، هذا بجانب تفعيل خطط الأزمات والطوارئ داخل وخارج المحطات وتدريب العاملين علي مواجهه الأزمات وعرض طرق مواجهه المخاطر عن طريق شاشات المحطات للمواطنين ، فنحن لا نحتاج لمليارات بل نحتاج لأفكار تأتي بالمليارات ونظام يحافظ علي مقدراتنا ويفرض النظام والإنضباط علي العاملين والمستفيدين ، هذه رسالتنا أفكار تحقق وإداره تنفذ وقانون يحمي ، حلول ممكنه وبسيطه تحتاج لإراده وإداره ، حفظ الله هذا الوطن من كل شر .