الرسائل المصريه والحلم الفرنسي بين الواقع والخيال

الرسائل المصريه والحلم الفرنسي بين الواقع والخيال

لماذا هذا المشهد المعقد لمجموعة الملفات التي يحملها الرئيس الفرنسي في هذه الزيارة؟
علينا أن نتعرف اولا عن خلفيات الصراعات على الساحة العالمية و التي تجري على ارض فرنسا و داخل جدران الإليزيه و قاعات بروكسل..

الرئيس ماكرون يواجه مشكلات كبري في الداخل الفرنسي لا تحتاج لمزيد من الشرح و لكن هذه المشكلات تهدد حلم ماكرون الشاب الرئيس الذي يعي تماما ماذا تملك فرنسا من مقومات تمنحها الأفضلية و التميز في قيادة أوروبا لتتحرر من التبعبة لامريكا و التي لن تتواني عن ابتزاز هذه القارة العجوز..

لماذا خاف الأمريكيون من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاء جيش فرنسي ألماني؟ ثم توالت المشاهد و تغيرت الصورة على الساحة الفرنسية و الأوروبية..

يجب أن نعلم ان الجيش الفرنسي أقوى وحدة قتالية ذات اكتفاء ذاتي في الاتحاد الأوروبي.

على عكس الجيش الألماني الذي لم يتجاوز حتى اليوم مشاكله بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (حيث تعاني القوات المسلحة الألمانية من السمعة التاريخية والرقابة المستمرة من قبل الأمريكيين)
و لذلك فإن فرنسا لديها كل الفرص لتأكيد سيادتها و توسيع ممارسة النفوذ في المجال الحيوي الاستراتيجي لها كدولة عظمى و لأول مرة منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي.

فرنسا الدولة الأوروبية التي تمتلك ثالوث نووي أي جميع أنواع الأسلحة الاستراتيجية الحديثة و التي لا تملكها دولة أوروبية أخرى. ولديها أيضا برنامج فضائي خاص بها بما في ذلك قاعدة فضاء في (كورو) مما يتيح لها الاستقلال عن أنظمة الدول الأخرى الملاحية.

ولذلك فأن "حراك السترات الصفراء" الحالية في البلاد يمكن أن تكون استفزازا مدبرا بعناية الغرض منه تقويض خطط الرئيس الفرنسي إنشاء جيش أوروبي قادر على إعادة القوات الأمريكية إلى ما وراء الأطلسي.

و كما هو معروف فإن الولايات المتحدة لا تتسامح مع أن ينافسها أحد حتى من حلفائها.
و يمكن ملاحظة أن حركة السترات الصفراء العفوية تعارض رفع أي ضرائب فإذا تمسك الأوروبيون بإنشاء جيش كامل الأهلية فسوف يضطرون إلى دفع تكاليف باهظة ستؤدي بالضرورة إلى فرض ضرائب مالية إضافية.

وهكذا فإن "السترات الصفراء" تكبل أيدي الحكومة الفرنسية وتسبب الفوضى في البلاد، وتخلق الارتباك، وتؤدي إلى انقسام اجتماعي و تجعل السكان يقفون ضد جيشهم وشرطتهم وتؤدي إلى تراجع الاقتصاد و الناتج المحلي الإجمالي للدولة و في زمن قصير .

ونتيجة لذلك. وبفضل "الشلل الاجتماعي" الذي يسببه الفوضويون فلا شيء يهدد وجود الأمريكيين في أوروبا و طبعا الموقف البريطاني لا يحتاج لشرح..

ماكرون و من خلال ما يحمله و يناقشه في زيارته لمصر و الرئيس السيسى يحاول اقناع الفرنسيين انه جاد في انتزاع مكانة الدولة العظمى القادرة على تحقيق نجاحات في الشرق الأوسط فشل فيها من كان قبله و يمكنه أيضا ممارسة الضغوط على اقوي رئيس عربي لأكبر دولة بالمنطقة و هي مصر كما أنه بقيادته لفرنسا قادر على قيادة أوروبا ليلتف من حوله الفرنسيون و يشاركونه الحلم..

و لذلك فإنه قد اتي الي مصر لعقد شراكة استراتيجية تسمح له بالتمدد بشكل أكبر اقتصاديا و استراتيجيا في الشرق الأوسط ثم أفريقيا من خلال المساحات الفارغة حاليا مثل ليبيا و التي تصارع عليها مع إيطاليا..

مصر لن تخضع لضغوط او لابتزاز و لن تسلم اي ملف في الشرق الأوسط و خاصة ليبيا لأي قوة خارجية و ستسعي بكل قوة لاستعادة استقرار كل دول المنطقة لأنها قضية أمن قومي مصري و اقليمي.

الجميع سيأتي الي مصر مرات و مرات و سيري الجميع ماذا تملك مصر من أوراق و ملفات و قوة تأثير تسمح لها بفرض رؤيتها و تنفيذها.

حفظ الله مصر و شعب مصر و جيش مصر..

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;