الهرولة العربية للخرائب السورية

الهرولة العربية للخرائب السورية

يبدوا أن الكأس العربية قد أترعت من دماء الشعب السوري بعد مقتل أكثر من نصف مليون شهيد وتشريد أكثر من عشرة ملايين مواطنا على يد نظام بشار الأسد وحلفائه 
فقد بدأت حالة من الهرولة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بعد مقاطعة عربية دامت سبع سنوات من حرب الإبادة العرقية التي مارسها بشار ضد شعبه منذ منتصف مارس 2011 .
وكانت الجامعة العربية قد جمَّدت عضوية سوريا في الجامعة 16 من نوفمبر 2011 ردا على حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دمشق ضد مواطنيها .والموقف العربي الذي بدأ مناصرا لعدالة الثورة في سوريا لخصه عادل الجبير وزير خارجية السعودية منذ بداية الأزمة بقوله: ليس أمام بشار إلا أن يرحل بعملية سياسية عن طريق التنحي ليجنب سوريا مزيد من الدمار، أو الهزيمة في ميدان القتال عن طريق المقاومة 
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد سقوط 353.935 قتيل منذ 15 مارس 2011، بينهم أكثر من106.390 مدني؛ وفي عدادهم 19.811 طفل و513.12 امرأة على يد قوات الأسد والقوات المتحالفة معه . كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل 60 ألف شخص خلال 6 سنوات تحت التعذيب أو الظروف القاسية في سجون النظام. وقال المرصد: إن نصف مليون شخص اعتقلوا في سجون النظام منذ بدء النزاع.
واتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري في 2017 بارتكاب عمليات شنق جماعي في حق نحو 13 ألف معتقل داخل سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015، منددة بـسياسة الإبادة. وأوضحت أن هؤلاء يضافون إلى 17700 شخص قتلوا في سجون النظام وسبق أن أحصتهم المنظمة.
ثم فجأة تغير الموقف العربي اليوم بفتح سفارتي البحرين والإمارات بدمشق ومن قبلهم السودان ، وتواصل العمل مع سلطنة عمان مع نظام الأسد منذ بداية الثورة .وكانت العودة العربية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا بحجة القضاء على داعش ، وهو الأمر الذي نفاه وزير دفاعه جيم ماتيس والذي استقال من منصبه اعتراضا على انسحاب القوات الأميركية من سوريا. 
ولكن هل حقا تم القضاء على داعش ؟ 
وفق المخابرات الأمريكية فإن عدد الدواعش في سوريا والعراق قارب الثلاثة و الثلاثين ألف جندي بينهم أكثر من تسعة عشر ألف أجنبي أتوا من أكثر من مائة دولة حول العالم ، وقد وجه لهم التحالف الدولي مئات الهجمات أدت لفقدانهم أكثر من تسعين بالمائة من الأراضي والمعدات التي يسيطرون عليها ، إلا أن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية تقدر أعدادهم حاليا بحوالي ثلاثين ألف مقاتل في سوريا والعراق . فأي انتصار على قوات لا تفنى وتتجدد من تلقاء نفسها ؟
إذا فالعودة العربية لمجابهة النفوذ الإيراني في سوريا ؟
وفق مصدر إيراني: فإن إيران لا تخشى عودة سفارة الإمارات ولا غيرها إلى دمشق، فهي ليست قادمة لمحاربة إيران في سوريا، بل جاءت بأوامر أمريكية إسرائيلية لمواجهة النفوذ التركي.
إذا فالقول بأن التطبيع مع بشار سيقنعه بالتخلي عن إيران نوع من الوهم. إيران الأكثر حاجة لبقائه لتدمير سوريا .
إذا هل ربح النظام السوري الحاكم الحرب في سوريا ؟ 
الحق أن الخراب الذي جره بشار على شعبه سيلاحقه إلى يوم الدين ، فالنظام الحاكم يحتاج لأكثر من 400 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا ، وهو ما يساوي ميزانية سوريا لمائة سنة ، وتم إعادة التقسيم العرقي على الأرض في سوريا فالعرب السنة في سوريا قد سحقوا وتشرد منهم في الأرض أكثر من 10 مليون سني ولن تقوم لهم قائمة ليوم الدين بعد ذلك ، وشبيحة النظام والمتسلقين والموالين له من الكتائب الشيعية من كل مكان قد نالوا كل شيء المناصب والأموال والإقامات والأموال وباتوا هم من يتحكم بالبقية الباقية من المسلمين السنة بسوريا ، وزهرة شباب الأمة السورية إما قتيل أو سجين أو مشرد في المنفى ، فلماذا تبقى أمريكا ورسيا وقد أتما المهمة على خير وجه ؟
إن أحداث الشام وما بها من فتن وملاحم كل ذلك يمهد الأرض وبقوة للنهاية القاتمة 
فقد صرح هنري كسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق بقوله :إن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب و الأصم فقط هو من لا يسمع نفيرها، وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب، التي سيكون على إسرائيل خلالها أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتحتل نصف الشرق الأوسط” .

فهنيئا بعودة سوريا لأحضان الدول العربية بخرائب لن تقوم لها قائمة ليوم الدين!!
ولتذهب دماء الشهداء وزفرات الثكالى ودموع اليتامى ومستقبل الشام إلى الجحيم ما دامت جماجم السوريين ستشيد أمجاد العلويين في الشام .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;