انقذوني فقد فاض الكيل
من النسيان
أيصغى لنجواك الوطن
أم اعتزل منك
يا عياش كفانا غرقا
ألسنا بشرا قيودا
تستفز وصمت
أمام طغاة أم كلمات العتاب
في ماوراء الجدران
ليس الذنب في الوطن الحبيب
حبه يجري في العروق و الشريان
بل الذنب في مسرح النهب
و دهاليز النائمون
متاهات تخذل
لم تعد تبالي بهويتك
و لم يجرؤ جمود الاصنام
غير الكلام العابرون
أهله يمسون دقائق السقوط
سؤالهم عنك ليس إلا زحمة الضمير
أو خوف الفشل أمام رب القلوب
شاءت الأقدار تضمر أنفاسك تتجلى
المحافل قبل الأوان
ثقوب خاوية دنت من عمرك
تطفو كبوة البئر لا محال
هيكل يدمدم صدى الظلال
إن الحياة تعثرت بين الدواهي
و الوعود وانت يا عياش تناجي
قعر البئر سمعتك السماء
ويل للحظات الصبر
و ياحسرة جناحك المنكسر
دموعك غالية
أحلامك تنتظر رد الرجال
مع مرور الايام لا ردود و لا جواب
ولا حتى رجال ..
الوقت بلا جهد موت على حافة القبور
سئمت صوت مسامع الآلام
أم قعر ثقب هزم الرجال ألا يخشى
اللصوص يوم الفناء
يوم لاينفع فيه الجاه و الأملاك
قل الموت حق على كل دآبة
و لكل امرء عليه الدهر
ارقد بسلام يا عياش فجثتك خالدة
في محاجرة الظالمين ...!