قُم للشَّهيدِ وَوَفِّهِ التَّكريما
واضرِبْ لِطُهرِ سلاحِهِ تَعظيما
ما كلُّ مَن طلبَ الشَّهادَةَ نالَها
يختارُ ربّي من يكونُ عَظيما
فاللهُ أعلمُ بالقلوبِ وَيصطفي
ما كانَ أبيضَ مُخلَصًا وسليما
قُم للشَّهيدِ، وقل لهُ: أنتَ الزَّعيمُ
ولا أرى أحدًا سِواكَ زعيما
أوصى الجُدودُ: إذا ضلَلتُم فاتبَعوا
شُهداءَكم لا جاهِلًا وزَنيما
فدَمُ الشهيدِ الحرِّ بُوصَلَةُ الألى
راموا صِراطًا قيِّمًا وقَويما
لا تتبعوا فَدْمًا ولا مُتهوِّرًا
أو خانِعًا مُستَسلِمًا مهزوما
ليس الهزيمةُ أن تُقَضّي العُمرَ في
ظلِّ احتلالٍ ترفضُ التسليما
أمُّ الهزائمِ أن تُسلِّمَ للعِدا فتظلَّ
من طَعمِ الإبا محروما
ما ذاقَ شهدَ العزِّ مثلُ مقاومٍ
للظُّلمِ حتّى تبلُغَ الحُلقوما
من يَرفعِ البَيضاءَ يُهتَك عِرضُهُ
ويَعِشْ، إذا لم يغدُروهُ، ذَميما
فارفع لواءَ الحقِّ واستهدِ الألى
صاروا بلَيلِ الحائرينَ نُجومًا
قُم للشهيدِ، فلم يَحُز أخلاقَهُ
إلّا نبيٌّ قد أتى مَعصوما
فهو الغِضَنفرُ، كم تصيَّدَ وحدَهُ
عِلجًا، ومزَّقتِ النُّيوبُ ظَليما
وهو الأبيُّ، فقد أبى عيشَ الخَنا
مَن يرضَهُ أَمسى بهِ مَذءوما
وهو العَزيزُ، أعادَ روحَ النصرِ
للشَّعبِ الذي ظنّوهُ صارَ عَقيما
وهو الكريمُ، فلا تقولوا حاتِمٌ
أنَاْ ما رأيتُ، كما الشهيدِ، كَريما
ليسَ الذي بالمالِ يكرُمُ مثلَ من
بالروحِ جادَ وما ابتغى تكريما
ما رامَ إلا رحمةَ اللهِ الذي
حتّى بِمن نَكِروهُ كانَ رحيما
ما رامَ إلّا أن يقومَ بواجبٍ أمسى
على من قُوتِلوا محتوما
ما رامَ إلا أن يَرُدَّ الظُّلمَ عن
شعبٍ أبيٍّ قد غدا مظلوما
ما رامَ إلّا أن يعودَ لدارِهِ من باتَ
يَصلى في اللُّجوءِ جَحيما
قُم للشهيدِ، ولا تُصنِّفْ دمَّهُ فهُوَ
ابنُ شعبٍ يرفضُ التَّقسيما
ما استُشهِدَ الأفذاذُ كَيما يَصنَعوا
مجدَ الفَصيلِ وَيَرفَعوا التَّنظيما
ولتَحمِهِ ممَّن تغنَّوا باسمِهِ من
بعدِ أن كانوا عِدى وَخُصوما
ومن الذين يُشيِّعونَ بِحُرقَةٍ
من سلَّموهُ لِيَقبِضوا المَعلوما