إعتادت الفنانة رانيا يوسف من خلال مشوارها الفنى على الإعتماد على الإطلالات الجريئة المثيرة للإشمئزاز من أجل إثارة الجدل وتسليط الأضواء عليها لمزيد من الشهرة حتى أن معظم أعمالها تتمحور حول تجسيد نماذج من الشخصيات المنحلة والمنحرفة أخلاقياً فهى إما راقصة فى ملهى ليلى أو عاهرة أو إمرأة تهوى العلاقات المحرمة أو محرضة على الإنحراف وبالتالى نستطيع أن نقول أن إطلالتها فى مهرجان القاهرة السينمائى بفستانها الأسود الفاضح لم يكن سوى حدث عادى جداً لأنها بتركيبتها النفسية تهوى الإستعراض وإبراز مفاتنها كما لم تكن هذه الواقعة هى الأولى التى تظهر فيها بملابس أقل مايقال عنها أنها ملابس غير لائقة فهى حتى فى حياتها الشخصية تحرص على إرتداء الملابس العارية الضيقة والقصيرة فلا عجب مما إرتدته إذن فى هذا المهرجان مادام هذا ماتفعله فى حياتها العادية والتى تعتبرها من وجهة نظرها أنها حرية شخصية ومن حقها إرتداء ماتريد.
وربما يردد بعض معجبينها أو أصدقائها المدافعين عنها نفس المقولة بأنها حرة ترتدى ماتشاء ممتدحين إطلالتها فى المهرجان بفستانها الذى اقل مايقال عنه أنه "مايوه" ولكن عفوا,,,
هى حقاً لها الحق فى إرتداء ماتشاء ولكن عليها أن ترتديه فى حدود لاتمس سمعة نساء الوطن فهى حينما تطل علينا بتلك الملابس فى مهرجان رسمى عالمى فهى بهذا الفعل لاتمثل نفسها فقط بل تمثل نساء مصر كلها وعليها الإلتزام بعادات وتقاليد المجتمع المصرى.
ولعل المثير للدهشة تكرار مثل هذه المشاهد المستفزة فى المهرجانات وحفلات التكريم التى شملت عدد من الفنانات والإعلاميات المبدعات والتى خلت من أى إبداع أو فن راقى وإمتلأت بما يشبه عرضاً للأجسام العارية مما يعكس مدى الإنحدار الأخلاقى والفنى والثقافى الذى وصلنا اليه.
وهل المجتمع المصرى بكافة طبقاته وممثليه من علماء وكتاب وأدباء وفنانيين وشعراء ومطربين وملحنين ممن تزينت أسمائهم بحروف من الجهد والتعب والتحدى داخل الوطن دون إسفاف أو عرى لايوجد من بينهم مايستحق التكريم سوى هؤلاء العراه ؟؟؟
وهل أصبح العرى هو الطريق الرسمى لنيل التقدير والإحترام من الجميع ؟؟
وهل هم بهذه الأساليب الرخيصة يصنعون المجد والشهرة؟؟
وهل أصبح إرتداء الملابس المثيرة التى تشعل الغرائز والشهوانية هو أسهل وأقصر الطريق للوصول الى قائمة المبدعات والفوز بالتكريمات ؟؟
لمصلحة من هذا العهر الإعلامى الفاضح الذى لايمت للفن بصلة ؟؟
من المعروف أن مصر الكبيرة القوية بحضارتها وعراقتها وتاريخها الذي هو محفور على جدران معابدها، وبداخل معالمها الأثرية التي ادهشت العالم وأصبحت حلم لكل سائح أن يشاهد تلك العظمة التي شيدها الأجداد والمصريين القدماء، وبها صار احترام واهتمام العالم أجمع لشعب مصر العظيم بقوة وعظمة تاريخه الإنساني والحضاري والثقافي على مر العصور لاتحتاج الى مثل هؤلاء ليمثلونها وإن كان هذه هو الفن الذى سيكون سبباً فى لفت أظار العالم الينا فلا داعى له من الأساس فليس هذا هو الفن ولا هو رسالته فالفن المصرى فن أصيل وهو آداه لتوصيل الأفكار البناءة ووضع نقاط على سلبيات المجتمع وطرح الحلول المناسبة لكل مشكلة وليس بالضرورة أننا حتى نبرز تلك النقاط وتصل رسالتنا الى كل مكان فى العالم أن تكون الوسيلة هى التجرد من الملابس وتعمد العرى والإبتزال والخروج عن الآداب العامة.