ربما يكون قد سافر دون ان يودعنا ولكني ما زلت أنتظر دوما عودته فما زال يأتيني كل ليلة ويسأل عني وفي عيني وصيته ووقت الفجر اسمع ترتيله لسورة يس ما زالت تبهرني تلاوته ويقف الله دوما معي كلما سمعت في كل صلاة دعوته فعطر سيرة ابي ما زالت تسكن شذاها بيتنا ما زالت حتى اليوم تملأ اركان حجرته فابي كان وما زال نهرا من حنان لا ينضب ابدا فطالما شربنا من ابوته وطالما تقاسمنا اطراف الحديث وبريد الجمعة في الاهرام عند قراءته ما زال ابي تطوف ذكرياته في عيني ف امان كفيه وصوت ضحكته في كل تفاصيل أيامي معه فاسأل عنه نظارته القديمة وساعته واحلم دوما بانه قادم لا محالة مهما زاد البعد ومهما طالت غيبته ما زلت احلم بالصلاة معه علي سجادته تبكي الان سبحته فابي قد قضى عمره في معية الله صراطه كان القرآن ونبينا وسنته ما زلت اتلهف شوقا لسماع صوته نبض انفاسه وحتي لوقع خطوته وحينما صرت في رحلة ايامي وحيدا ايقنت ان البارئ قد استرد وديعته فلمثلك يا ابي صدقا بني ذو الجلال والإكرام جنته فان كنت قد مت حقا فانت اليوم للواحد الاحد تنعم برحمته