ان نظريات التربية والتعلم التى درسناها وتربينا عليها فى الصغر لازالت كما هى ولازالت تدرس لأبناءنا وتطبق عليهم وكأنها وليدة اليوم ، وللأسف أصبح الأبناء غير مقتنعين تماما بما يحدث لهم من تعارض ، ومخالفة للواقع العملى الذى يعايشونه ويتعاملون معه مما يفقدهم الثقة فى أنفسهم ، ويمدهم بالتبلد واللامبالاة وعدم الاكتراث أو الاهتمام بما يأمرهم به المربين أو أولياء الأمور ، ومما يشعر الآباء والمربين بالحزن والأسى فى عدم جدوى تربيتهم وعدم فهم هذا الجيل ويقعوا فى حيرة من أمرهم ، ويسخطوا وينقموا عليهم ويستخدمون معهم العنف والقسوة ليزيدوا الطين بلة والأنكى من هذا أن هذه المأساة تتكرر كل يوم فى جميع مؤسساتنا التعليمية ناهيك عن الحفظ الصم والتلقين ولكن فى السلوك والتعاملات اليومية بين الطالب وزملاؤه وبين الطالب ومعلميه ، تجد سلوكيات تحار فيها نظريات التربية وخبرائها مجتمعين ، فمن يتحمل مسئولية هذا ؟ ومن يهمه حل هذه المعضلات التى لاتخلوا أسرة أو مدرسة أو اى مؤسسة تعليمية منها ومن مشاكلها ، ان دور الكبار والأخصائيين وخبراء التربية هم المعنيين وهم أكثر الناس وعيا بما يحدث من تغيرات عصرية وتكنولوجية ومعلوماتية وجب معها تغيير النظريات القديمة المستهلكة والتى أصبحت كخيال المآتة بنظريات جديدة تخدم أبناءنا وتتوافق مع ميولهم ورغباتهم النفسية والاجتماعية ، فتخيلوا معى أننا لازلنا نعارض أبناءنا على شكلهم ولبسهم وسماعهم للموسيقى ولانهتم لما هم فيه عقليا وفكريا وعلميا فأصبحنا لانستمع لهم وهم لايستمعوا الينا ورفضنا بعضنا البعض ..ولو نظر كل من نحن الكبار وفى سنهم هذا كنا نمر بهذه السلوكيات مع آبائنا ومربينا ، فنحن مخطئون فى حقهم ونحن السبب اذا خرجوا عن نطاق توقعاتنا أو مانرسمه لهم من مستقبل ، فالآباء يجب أن يتمتعوا بقدر من المرونة والحب والتقبل بدلا من الرفض والمنع والعقاب واعطاء مساحة من الوقت لسماع أبنائه ومشاركته مشاكلهم ومساعدتهم فى حلها فهم أولى من أى شىء آخر ، وعلى المسئولين صياغة الواقع والحداثة وماعليه أبناءنا من فكر جديد فى نظريات معاصرة تخدمهم وتجعل منهم أبناء صالحين نافعين ..