كنتُ ومازلتُ مؤمناً بأن أمثال صفاء الهاشمي يجب أن لانعيرهم اهتماماً حتي لاتطفو هذه الجراثيم علي السطح ويصبح لها أهمية، ولكن هذه السيدة استفزتني بتصريحاتها وتهكماتها المتكررة علي مصر، وفي كل مرة نتجاوز ونتسامح من أجل عيون الشقيقة الكويت وشعب الكويت المؤدب ولكن يبدو أن التسامح مع هؤلاء يأتي بصورة عكسية فيزدادون وقاحة.
أي دفاتر تتحدثين عنها، فدفاتر مصر تعجز عن ملئها الأحبار ويعجز عن وصفها المداد، دفاتر مصر تزخر بالعلوم والفنون والفكر والتاريخ والثقافة والآداب والحضارة والقامات الشامخة في كل المجالات.
دفاتر مصر هي التي علمتكِ وساهمت في تقدم ونهضة وطنكِ أنظري لمدرستكِ وجامعتكِ ولبيتكِ وللمشفي الذي تتطببين فيه ولدستور بلادكِ ولكل المشاريع التنموية والصناعية في بلدكِ ستجدين البصمة المصرية في كل شبرٍ من أراضي الكويت.
انظري إلي وطنكِ الذي حررته مصر بجيشها الوطني إبان الغزو العراقي للكويت دفعت مصر ثمناً غالياً من أجل تحرير الكويت، دفعنا ضريبة الدم الذي لايباع ولايشتري ولايقدر بكنوز العالم وأنتِ تعيرينا بحفنة من الدينارات الكويتية، أيهما أغلي الدم أم ديناراتكم؟ فلولا الدم المصري لكنتِ إحدي السبايا.
مصر التي تسخرين منها الآن وتصفينها بأفظع الأوصاف وأقذع الكلمات النابية هي التي آوتكِ واحتضنتكِ وأمنت روعاتكِ عندما كنتِ لاجئة في حرب الخليج الثانية هرولتِ إلي مصر، استقبلتكِ بالأحضان والوورد والقبلات فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
هل نفتح الدفاتر أكثر ياصفاء لنري من المدين للآخر (لا) وألف (لا) فأخلاقنا أرقي بكثير ولن نصل إلي مستواكِ المتدني المتعجرف، المبتذل، كمانفرق بينكِ وبين الكويت دولة وحكومة وشعباً وبرلماناً كويتياً له تجربة نيابية وديمقراطية محترمة يحتذي بها، أنتِ نغمتة الشاذة ولأنكِ نكرة فلن تستطيعي بتصريحاتكِ الصبيانية إفساد العلاقة التاريخية والعميقة والمتأصلة والمتجذرة بين البلدين والشعبين الشقيقين المصري والكويتي التي تتميز بخصوصية شديدة يصعب علي أمثالكِ فهمها.
وأخيراً اسمحي لي أن أخبركِ بأن الشعب المصري حفر اسمكِ في دفتره الأسود في فصل ناكرات الجميل...