إستطاعت المرأة المصرية أن تخط لنفسها خط أحمر منذ عصر الفراعنة فقد صنعت لنفسها مكانة رفيعة المستوى عندما أثبتت أنها الشريك الوحيد للرجل فى حياته الدينية والدنيوية طبقاً لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة فى المبادئ الدينية الفرعونية وقد حققت المساواة بينها وبين الرجل قانونيا ولم تتوقف عند هذا الحد بل جعلت هناك إرتباط أبدى مقدس من خلال عمل عقد زواج أبدى
وقد تخطت المرأة هذه المرحلة أيضا حتى وصلت لدرجة التقديس فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور وكانت آلهة الحكمة إمرأة غير الآلهة إيزيس التى كانت رمزاً للإخلاص والوفاء وقد إستطاعت أيضا المرأة المصرية فى التاريخ الفرعونى الدخول فى العديد من ميادين العمل المختلفة فقد تولت عرش البلاد مثل الملكة حتشبسوت والملكة تى والملكة كليوباترا
وفى العصر الحديث كانت أول مجلة مصرية هي مجلة الفتاة ومجلة الريحانة و التى عالجت قضايا كثيرة للمرأة للنهوض بالتعليم فتبرعت الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل بأرضها لإقامة مبنى للجامعة الأهلية والذى يسمى حاليا بجامعة القاهرة وقد لعبت المرأة دورا مهما من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية وكونت هدى شعراوي مؤسسة الاتحاد النسائي وشاركت بأول وفد عربي في المؤتمر النسائي الدولي بروما
كما ملأت المرأة المصرية الساحة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وكافة المجالات وحصلت على حق الترشيح والانتخاب والترشيح ودخلت البرلمان وتقلدت الوزارة وتنصبت أول وزيرة للشئون الإجتماعية وشاركت أيضا في الحياة الحزبية و النقابات العمالية والمهنية وتنصبت فى الوظائف العليا حتى فى القضاء
والأن مازالت المرأة المصرية تستطيع قيادة الكثير من الكيانات الوزارية والحزبية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية ولها كل الحق فى أن تخط لنفسها خط أحمر وتعلن للعالم كله العربى والغربى أن المرأة المصرية خط أحمر لايتجاوزه أحد
ومن هنا فإن وزيرة الهجرة المصرية نبيلة كرم لم تأتى بجديد عندما أعلنت أن المرأة المصرية خط لأنها توارثت ثقافتها الوزارية والسياسية عن أجدادها من المصريات ولو فتحت دفاتر التاريخ كما طالبتها النائبة الكويتية صفاء الهاشم لوجدت الخط الأحمر لكل المصريات ولكن لو طالبنا نحن المصريين صفاء الهاشم بفتح دفاترها لبكت من شدة الخجل وبدأت تسأل عن مدونات التاريخ وبعدها ستعترف بأن كل المصريات خط أحمر لا يحق لأحد أن يتعدى عليه