تعرف على عمل الحجامة عن طريق الصور

تعرف على عمل الحجامة عن طريق الصور

قبل أن نتحدث عن موضوع اليوم وهو من أخطر موضوعات الحجامة نريد أن نمهد بالقول عن انتشار الحجامة في أيامنا هذه انتشاراً واسعا بدليل وجود إتحاد عالمي في الحجامة ICTA مقره الولايات المتحدة الأمريكية وكندا كما أن تعلمها نوعاً ما يعتبر أسهل من تعلم الكثير من علوم الطب البديل مثل العلاج بالنباتات الطبية أو الإبر الصينية ولكن الحجامة علم أزلي عتيق حيث قد وجدت عدة رسوم منقوشة على جدران مقبرة الملك الفرعوني (توت عنخ آمون) مما يؤكد على معرفة هذا النوع من التداوي لدى الفراعنة كما عرفها الإغريق القدماء واليونان فقد استخدم الآشوريون الحجامة منذ 3300 قبل الميلاد وتدل نقوش المقابر على أن الفراعنة استخدموها لعلاج بعض الأمراض منذ 2200 سنة قبل الميلاد أما في الصين فإن الحجامة مع الإبر الصينية تعتبران أهم ركائز الطب الصيني القديم والحديث ، وعرفها العرب القدماء متأثرين بالمجتمعات المحيطة بهم ولما جاء الإسلام أقر ممارسة الحجامة بعد أن أوفاها الرسول صلى الله عليه وسلم حقَّها من البيان العلمي واعتبرت من الأدوية النبوية الطبيعية التي وردت في الطب النبوي حيث قال في الصحيحين«" خيرُ ما تداويتم به الحجامة والفصد" أخرجه البخاري ومسلم» ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد الحجامة ذهب إلى (حجّام) معروف ولم يذهب إلى صحابي أو حتى لم يقم بها بنفسه كما أن النقوش التي وجدت على المعابد الفرعونية والصينية القديمة تدل على أنهم كانوا يقومون بعمل الحجامة في نقاط محددة وهي نقاط دلالية ترتبط إما بمسارات طاقة في الجسم أو بفقرات محددة في الظهر ومن الخطأ الشديد الذي يقع فيه الحجامين في كثير من البلدان هو عمل الحجامة من صورة من الإنترنت أو صورة من كتاب في تعليم الحجامة ، وهذا هو موضوع نقاشنا اليوم فالصعوبة في الحجامة ليست في تعلم التشريط أو التعقيم ولكن مواضع الحجامة تعد من أهم وأصعب ما يمكن للممارس أن يتعلمه ، فالحجامة ذاتها ليست صعبة التعلم ، لكن ربما يكون من الصعوبة التعرف على مواضع الحجامة الخاصة بكل مرض ، حيث أنها تتغير تبعاً للحالة المرضية ، ومن أشهر هذه المواضع مسارات الطاقة الخاصة بالإبر الصينية ، مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال ، الغدد الليمفاوية ، الأوعية الدموية ، الأعصاب ، الغدد الصماء ، مراكز المخ ، وبالنسبة لكل مرض فهناك أماكن أصلية تكون في الغالب إما في الرأس أو على نقاط على جانبي العمود الفقري في الظهر ، وأماكن أخرى تسمى أماكن تشريحية تبعا لتشريح العضو المراد عمل الحجامة له ، وأماكن تسمى أماكن تعبيرية وهي تعبر عن نقاط الم نقاط أو نقاط ركود دموي ، والحجامة لها العديد من الأنواع والأشكال ولها عدة نظريات علمية معقدة تفسر عملها في الجسم ، والحجامة لها عدة محاذير سبق أن تحدثنا عنها في منشور سابق على صفحة مركز فاطمة الزهراء ولها عدة احتياطات قبل وبعد وأثناء الحجامة ، ولها تجهيزات عامة وتجهيزات طوارئ ، كما أن هناك مواضع محظورة ومواضع ممنوعة في حالات معينة ومواضع نقوم بالعمل فيها بحرص ، كما أن القائم بالحجامة عليه أن يكون لديه خبرة عن كل مرض وعن ثلاثة أشياء مهمة جدا جدا وهي أولاً تأثير هذا المرض على الجسم ، ثانيا مسببات هذا المرض ، وثالثا مضاعفات هذا المرض والأمراض المقترنة به ، فإذا كان سيقوم للشخص بعمل حجامة للنحافة لابد أن يعرف ما هي النحافة وكيف تؤثر على الجسم ثم يعرف ما هي أسباب النحافة المختلفة ثم يعرف ما هي الأمراض التي قد تقترن بالنحافة ، مثلا قد يكون سبب النحافة هو خلل في الغدة الدرقية فلابد هنا أن يعرف الحجامة مواضع حجامة الغدة الدرقية ، وقد يكون السبب نقص فيتامين معين فيعرف الحجام الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين ، أو سببها ديدان مثلا فيعرف كيف يعالجها ، أيضا لابد أن يعرف أن النحافة قد يكون مصاحب لها الأنيميا وهنا لابد من الحذر الشديد أثناء التشريط ونزول الدم ، وقد يصاحب النحافة حالات أخرى مثل اضطرابات نفسية وعصبية ولابد على الحجام معرفة مواضع الأمراض النفسية وهكذا ولكن بعض الحجامين لا سامحهم الله يصل إليه المريض مصاب بالسمنة مثلا فيفتح الكتاب الذي عنده صفحة السمنة ثم يقوم بعمل الكؤوس في المواضع الموجودة في الصور دون أن يعرف سبب هذه السمنة أو الأمراض التي قد تسببها في الجسم أو أعراضها الجانبية ، مثلا حين يصل لنا مريض بالسمنة ووجدنا أن لديه خشونة في الركبة لا نقوم بعمل حجامة السمنة له نقوم بعمل حجامة خشونة الركبة فهي الأولى لكي تساعده على المشي والرياضة ، وقد يكون لديه مشكلات في القلب أيضا نقوم بعملها قبل عمل حجامة السمنة برغم أنه جاء يطلب حجامة السمنة ولكن خبرة الحجام لابد أن تتدخل في تحديد بعض الأولوليات ، كما أننا لا نتعامل مع مواضع الحجامة بالصور بل بالدلالات مثل إذا قلنا موضع T1 نقصد أنها الفقرة الصدرية الأولى ونقيسها بعد الفقرة العنقية السابعة C7 مباشرة ولكن لو نظرنا للصورة في كتاب سنجد أن الصورة تختلف من جسم لجسم آخر وبعض الصور تختلف من رجل لسيدة أو من طفل لبالغ وهكذا لذا ننصح الحجامين المبتدأين ألا يعتمدون على الصور وننصحهم بأخذ دورات في الحجامة في مراكز يشرف عليها أطباء مختصين درسوا مسارات الطاقة بعناية ، فربما دورة مدتها ثلاث أيام من شخص متمرس مختص تفيد أكثر من دورة مدتها شهرين من شخص جهول يدعي العلم ، مع تحيات مركز فاطمة الزهراء للطب النبوي

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;