العدالة الأرضية مدلول وتعريف كثيرا مانختلف عليه وكل منا من وجهه نظره يبحث عن العداله . ولكنها منظور نسبى يختلف من شخص لاآخر لانهاليست ميزان يقاس به الوزن او الكتله او المساحه ،وهنا الخلاف في مدي وجود العداله وتحقيقيها بالنسبه للبشر. لذا وجب علينا البحث عن تفسير لهذا المضمون بالبحث والتحليل . العداله....هي مشتق من كلمه العدل وهي صفه من صفات الله عزوجل فالله سبحانه وتعالى هو الحكم العدل. قال تعالي (ونضع الموازين بالقسط ليوم القيامه فلا تطلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبه من خردل آتينا بها وكفي بنا حاسبين )ايه 47سوره المآئده. العدل الالهى اسبابه ان الله يعلم ماتبدي الاعين وماتخفى الصدور لذا هناالحجج والاوراق والمستندات لا تكفى لأن الله يعلم حقيقه ما فى صدور البشرولذا عندما يحكم يكون الحكم مبنيا علي وقائع و تسندها ضمائر والقاضى هنا لاينظرلظاهر الاوراق وانما يحكم بالظاهروالباطن ويعلم ايضا ماتخفيه الانفس لذا الحكم هنا يكون ممثلا لحقيقه الوضع . قال تعالي (يعلم ما في السموات والارض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور) ايه 4سوره التغابن .. قال تعالي (يعلم خائنه الآعين وما تخفي الصدور )ايه 9سوره غافر لذا عداله السماء العداله الالهيه هى الحقيقيه لأن الله عادل وخلق الانسان ويعلم ماتوسوس به نفسه ويعلم ماتخفي الصدور. العداله الارضيه .. تحكم وفقا الظاهر من الاوراق والحجج والبراهين الدنيويه فاذاكان آحاد الناس يستطيع بذكائه وحنكته ودهائها. أن يرتب أوراقه ويستفها فهو هنا أقوي من الطرف الثانى الضعيف الذي لا يستطيع أن يرتب اواراقه ومستنداته فيضيع حقه وهو صاحب الحق الآصيل ويقتنص الحق الشخص الذي نجح فى ترتيب أوراقه وهو ليس صاحب حق ولكن يقضى له وفقا. للاوراق . ويقول رسولنا الكريم محمدا صلي الله. عليه وسلم عن ام سلمه رضي الله عنهاقال رسول الله (انما انا بشر وإنكم تختصمون الي ولعل بعضكم آن يكون الحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو مااسمع فمن قضيت له بحق اخيه فأنما اقطع له قطعه من النار )..متفق عليه. اذا قاضي الدنياغير قاضى الاخره قاضي الدنيابشراحتى محجوب عنهالكثيرلا يعلم ماتبدي الاعين وما تخفى الصدور ولا يعلم االسرائر ولا يملك علم الغيب. لذاعندما يحكم بما هو معروض عليه من أسباب وأسانيد دون أن يعلم حقيقتهاوما يخفيه صاحبهافى نفسه فالظاهر والمعروض أمامه هو سندالحكم . آماقاضى الآخره وهو الله عز وجل يقيم الموازين القسط ويتلقى كل منا كتابه إما بيمينه أوشماله وتشهد علي الناس أرجلهم وأيديهم وأعينهم وألسنتهم ويعلم الله ماتخفى الصدورلذالايظلم..آحدا لأن الله الحكم العدل . لذا اذا لم تجد العداله في الارض فلاتحزن لان العداله فى السماء،وتذكر دائما أن ماآصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك . اعمل ما شئت كما تدين تدان وان الدنيا دار ممر وليست دار مقر اذاالعداله مفهوم نسبى يختلف بأختلاف الزمان والمكان وكل منا يفسره من وجهه نظره أن له حق وأنه مظلوم وأن الحكم غير عادل في الأرض ، ذلك خطاءلأن الاوراق المعروضه المستفه من قبل محرر المحضر أو شهود الأثبات من الممكن أن تكون غير حقيقيه ولكن هى المعروضه أمام المحكمه ولذا يحكم بما هو معروض حتى المحامى في الدنيا مقيدا بالأوراق ويحاول إظهار الحقيقه بشتى الطرق ولكن في النهايه يحكم بما. فى الاوراق ، وقد تكون مصطنعه ولا يعلم حقيقتها إلا الله . حتي في أستنباط القاضى لنيه القاتل من أدله ماديه لدافع ازهاق الروح في جريمه القتل لتشديد العقوبه يستند لمظاهر ماديه وقد تكون غير حقيقيه . ولكن جميعنا بشر نحكم بما هو معروض علينا من مستندات واوراق وشهود ودلائل ماديه لان ذلك هو المتاح لنا كبشر أما الغيبيات لا يعلمها إلا الله عز وجل لذا نحن نجتهد وفقا للمتاح للبحث عن العدل .وهذا هو الميسر فى الدنيا والمتاح ...اما الغيب الممنوع عنا كبشر فلا نحاسب عليه . ويحاسب العبد عن نيته واخفائه الحقائق في الاخره وعن.اي حق انما احببت ان اظهر معنى كلمه العداله لذا من العالم الذي يعلم.كل شئ يعلم السرائر والبواطن وماتخفى الصدور هو الله . الغيبات محجوبه عن البشر حتى عن الرسل الا بأمر الله وحده باإرساله نذير أو.ملك يبين للرسل الحقائق لذا العداله الارضيه .....طبقا للواقع المعروض اما العداله الالهيه فهى طبقا للواقع المعروض والمخفى في صدور البشر .. والله واعلم وهذا مجرد اجتهادا طبقا لحديث رسولنا الكريم . لذا العدل في السماء العدل فى الاخره العدل عند الله خالقنا . اللهم احسن خاتمتنا. وارحمنا واعنا علي حسن طاعتك ياارحم الراحمين .