النيجيريين توقعوا ترشيح ”محمد بخاري” الرئيس الحالي لفترة ولاية ثانية
أعتقد أنّ النيجيريين توقّعوا تأكيد "حزب مؤتمر جميع التقدميين" (APC) الحاكم في نيجيريا ترشيح "محمد بخاري", الرئيس الحالي الذي يسعى لفترة ولاية ثانية, في مؤتمر الحزب بـ"أبوجا" عاصمة نيجيريا يوم السبت الماضي. وهذا ما حدث بالفعل.
ولكنّ ما لا يتوقعونه أنّ "حزب الشعب الديمقراطي" (PDP) المعارض, سيختار "أتيكو أبوبكر" - ضابط جمارك متقاعد ونائب رئيس نيجيريا بين عامي 1999 و 2007م - كمرشح رئاسي للحزب من بين حوالي 10 شخصيات طامحين للحصول على التذكرة. ولذلك أحدث خبر اختيار "أتيكو" ضجَّةً واسعةً على مواقع التواصل الاجتماعي.
فما المتوقع في الشهور الأربعة القادمة بعد أن تأكد أنّ انتخابات 2019 ستكون في الأساس مواجهةٌ بين "بخاري" - الرئيس الحالي منتهي الولاية, وبين "أبوبكر أتيكو" - صديق "بخاري" وزميله السابق في حزب (APC) ؟
الجواب معقّد لكون الحسابات الانتخابية للسياسة النيجيرية معقَّدَة للغاية؛ وذلك لوجود نظام غير رسمي مُؤَدَّاه أنْ يتِمَّ تناوب الرئاسة بين الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة والجنوب ذي الأغلبية المسيحية. كما أنه يجب على الفائز أن يحصل على ما لا يقل عن ربع الأصوات في 24 ولاية من بين 36 ولايات نيجيريا، مع الحصول على أعلى نسبة تصويت شعبي بشكل عام.
وفي هذه الحالة؛ كان كلٌّ من محمد بخاري (البالغ 75 عاما) و أتيكو أبوبكر (البالغ 71 عاما) مسلمَين من الفلان في شمال نيجيريا. كما أن الرئيس الحالي "بخاري" يسعى إلى فترة ولاية ثانية, في حين يتخوّف البعض في جنوب نيجيريا من أنّ "أتيكو" في حال فوزه قد يرفض التنازل ويحاول خوض الرئاسة مرة أخرى لفترة ولاية ثانية مما سيضرّ بدور الجنوب لتولّي رئاسة البلاد.
وإذ التقديرات الحالية لا تزال تعطي مؤشرات احتمال فوز الرئيس "بخاري", إلا أنّ الحقيقة أنّ ما يميّز الحزبين البارزين – حزب بخاري (APC) الحاكم وحزب أتيكو (PDP) المعارض - أنهما يعتمدان إلى حد كبير على المحاباة والمحسوبية - بدلاً من التركيز على الأيديولوجية. وهذا قد يعطي عددًا من "القوى الثالثة" الناشئة فرصةً لاختطاف الأضواء أو جَذْب الاهتمام على الأقل؛ حيث تركز هذه "القوى الناشئة" في حملاتها على السياسات، وتقديم حلول للأزمات والقضايا الوطنية, بل ويقودها شخصيات هم أقل سنًّا واتِّهامًا بالفساد وأكثر نشاطا وحيوية, أمثال: "أَوْمَوْيَيْلَيْ سُوُوْرَيْ Omoyele Sowore" مؤسس شبكة "صحراء ريبورترز" للصحافة الاستقصائية، و "أوبياغيل إزكويسيلي" وزيرة التعليم السابقة, و "كنغسلي موغالو" نائب المحافظ السابق في البنك المركزي النيجيري، وغيرهم ممن أعلنوا ترشحهم للرئاسة.