بعد مرور 20 عامًا على زواجهما، بهدوء تام، نفذ فرد أمن "خاص"، حكم الإعدام على زوجته، استغل مرضها وخنقها وهي نائمة، وبعدما لفظت أنفاسها الأخيرة، حمل الجثة ووضعها في "شنطة"، وأخبر بناته الثلاث بأن والدتهن غادرت المنزل في زيارة لأحد الأقارب، وكانت جثتها بجوارهن ولم يعلمن بالجريمة إلا بعد مرور ثلاثة أيام على الواقعة.
بعد انبعاث رائحة كريهة من العقار رقم 84 بكوم بكار بمنطقة فيصل التابعة لحي الهرم، غرب محافظة الجيزة، أبلغ رواد العقار وسكانه عن تلك الرائحة، وعندما حضرت قوة من مباحث قسم شرطة الهرم، عثر على جثة الزوجة في شنطة سفر.
وكشفت القوات تفاصيل الواقعة، وجاءت طبقًا لما ورد في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة وأقوال عدد من سكان العقار كالتالي: مساء أمس، ورد بلاغًا من أهالي سكان العقار رقم 84 بكوم بكار، إلى قسم شرطة الهرم، يفيد بانبعاث رائحة كريهة من إحدى الشقق بالعقار، انتقلت قوة أمنية تحت قيادة المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، وبدأت القوات في فحص البلاغ، وتبين أن مصدر الرائحة شقة تقع بالطابق الأول بالعقار.
طرقت قوات الأمن باب الشقة وفتح رجل في العقد الرابع من عمره الباب، وبدأت القوات في التفتيش والبحث عن مصدر الرائحة، وتبين وجود شنطة سفر، بداخلها جثة لربة منزل، وبإجراء مناظرة للجثة تبين أنها لفظت أنفاسها الأخيرة منذ عدة أيام، ويوجد آثار خنق على رقبتها.
عقب انتهاء المناظرة، أخطر المقدم محمد الصغير رئيس المباحث، اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل الواقعة، وأمر بسرعة انتقال فريق من المباحث لمناقشة كل من الأب وبناته الثلاث المقيمين في الشقة، والوقوف على أسباب الواقعة.
كما انتقلت النيابة تحت إشراف المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وناظرت النيابة الجثة، وتبين أن الشقة عبارة عن 3 غرف وصالة وحمام، وأن الجثة لربة منزل في العقد الثالث من عمرها.
وقررت النيابة عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، حول مرتكبي الجريمة.
بالتزامن مع مناظرة النيابة للجثة، وصل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد أسامة عبدالفتاح رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم.
وبدأ فريق البحث مناقشة الأب وبناته، وتبين أن الجثة للزوجة واعترفت البنات الثلاث أن والدهنّ أخبرهنّ بأن والدتهنّ ذهبت لزيارة أحد أقاربها وفوجئوا بجثتها داخل شنطة السفر، وبمواجهة الأب اعترف بارتكاب الواقعة، وعلل ذلك لشكه في سلوكها وقتلها بعد 20 عامًا على زواجهما.
وجاء في محضر الشرطة، أن الزوج المشتبه فيه والمنسوب إليه تهمة القتل العمد لزوجته اعترف بتفاصيل الواقعة قائلًا في محضر الشرطة، إنه متزوج من المجني عليها منذ 20 عامًا ولديهم 3 بنات أكبرهنّ 15 سنة، وأن زوجته كانت تتعاطى المواد المخدرة، وكان في شجار دائم معها، ولديه شك في سلوكها، يوم الواقعة استغل شعورها بالمرض بعد إصابتها بنزلة "برد"، وقرر التخلص منها.
وأضاف الزوج في معرض اعترافه: "يوم السبت اللي فات كان البيت فاضي والأولاد كانوا نايمين، كتمت نفسها بهدوء حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووضعت جثتها في شنطة سفر، وأخبرت الأولاد بأنها غادرت المنزل في زيارة لأحد أقاربها، وفضلت نايم جنب جثتها 3 أيام لحد ما الموضوع اتكشف".
عقب تسجيل اعترافات تفصيلية للمتهم، أمر اللواء مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بإخطار المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات محقق من نيابة حوادث جنوب الجيزة، ومثل الأب المنسوب إليه تهمة القتل أمام النيابة. وقررت النيابة حبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، بعدما سجلت اعترافات له بالصوت والصورة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة