أكتوبر عيد للكرامـة والفخـر . يتحتم علينا غرس قيم الولاء والإنتماء والتضحية وتعزيزها في نفوس شبابنا . وأن يتحلوا بأخلاقيات المواطنة والسلوكيات السليمة . عليهم أن يستفيدوا من تلاحم جيل أكتوبر شعبآ وجيشآ في أن نغرس في شبابنا قيمة الإعتزاز والفخر بالإنتماء لهذا الوطن . وأن نحثهم علي العمل الجاد لتحقيق مصلحة هذا الوطن والنهوض به إلى مصاف الدول الرائده والمتقدمة . نحتفل جميعا بالذكري الخامسة والأربعين لإنتصار أكتوبر العظيم . والذي لا يعتبر مجرد انتصاراً عسكرياً في معركة حربية لإسترداد الأرض المغتصبه والمسلوبة . بل إنتصاراً من أجل إسترداد الكرامـة بعد سنوات عجاف تحمل فيها الشعب المصري الكثير والكثير من أجل إعادة بناء قواته المسلحه بهذا الشكل الذي أجبر موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أنذاك أن يخاطب شعبه قائلا : (أنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى . إن المصريين يملكون سلاحا متقدما ، وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا اعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر .إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح . وهم يستعملون كل هذه الأنواع بإ متياز وبدقة متناهية . إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام . فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب . منتهيا بإعتراف واضح وصريح "بأن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا – إسرائيل – لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد . وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذى يقول أن إسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الإسرائيلية بأن العرب سينهزمون فى ساعات إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل . نعم تحمل الشعب المصري وصنع ملحمة مع قواته المسلحة إسمها نصر أكتوبر . ذكرى نجلس خلالها معآ لا لكي نتفاخر ونتباهى . ولكن لكي نتذكّر. وندرس . ونهلم أولادنا وأحفادنا جيلآبعد جيل قصة الكفاح ومشاقـه . مرارة الهزيمة وآلامها . وحلاوة النصر وآماله . ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه . وكيف حمل كل من هؤلاء الأبطال أمانته وأدى دوره . كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام . ليحملوا مشاعل النور وليضيؤا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء). وكما قال الزعيم السادات "أعطى شعبنا جهدآ غير محدود، وقدم شعبنا تضحيات غير محدودة . وأظهر شعبنا وعيآ غير محدود . وأهم من ذلك كله إن الشعب احتفظ بإيمان غير محدود . إن مفاهيم الإنتماء والولاء والتضحية للوطن يكتسبها الإنسان من تلقاء نفسه . ولا تملى عليه. وهو ما دفع جموع الشعب المصري في هذا التوقيت الصعب إلي التضحية بكل غال ونفيس وإرتضوا بقليل العيش من أجل الوطن وترابه وكل شبر فيه . من أجل أن تسترد قواتنا المسلحة عافيتها . علينا أن نغرس فيهم ضرورة الإلتفاف خلف قيادتنا السياسية والتنفيذية والتشريعية التى قاموا بإنتخابها وإختيارها وعدم الإلتفات للشائعات التى تريد النيل من سلامة الوطن وآمنه وإستقراره . وحتى ولو كانت ضريبة ذلك بعض الإصلاحات التى لا بد منها فى ظل الحصار الوهمى المفروض علينا من أعداء الوطن ويعانى منها الشعب . ولكن هى مصر كنانة الله فى أرضة . مقبرة الغزاه والمعتدين ولا بد أن نضحى من أجلها .