العطاء شئ جميل يسمو بمشاعرنا الي أرقي الدرجات . كثيرة هي الأشياء التي تجعلنا نعيش أحلي لحظات البهجة والفرحة من القلب عندما يجعلنا الله سببا" في إسعاد الأخرين كتلك الإبتسامة التي ترتسم علي وجه طفل يتيم أوتلك الفرحة التي تنتاب عجوز أو أرملة أو أي إنسان محروم
والإحساس الذي نحس به عندما نعطي بلا مقابل راضين عن أنفسنا ولا ننتظر الجزاء الا من الله عز وجل فقمة الأحساس بهذا الرضا هو أن نجد أنفسنا أصحاب قيمة فى الحياة ولنا دور حيوي وبارز ونستطيع أن نفعل شيئا" كتيرون منا يتلذذون بنعم لا تعد ولا تحصي وهم فى رغد من العيش لكنهم حرموا أنفسهم من لذة العطاء ورضوا بالعيش فى غيابات البخل والحرص متناسين واجبهم نحو الله والمجتمع ،
ان من لا يعرف متعة العطاء ويعيش حياة المنع والبخل فهو محروم مرتين . مرة من رضا الله ومرة من رضا الناس . امثال هؤلاء هم في الدرك الاسفل من الحرمان وهم يتلذذون بالمنع وثقيل علي قلوبهم العطاء . مع انهم لو علموا الحقيقة لفطنوا ان عطاءهم هو ذخر لهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
ولذة العطاء لا تدركها وتسعد بعبير شذاها سوي نفوس سامية تتقرب من المعطي الوارث سبحانه وتعالي هذه النفوس تدرك الرائحة والطعم تعطي وهي خجله مترددة في إظهار ما قدمت إيمانا" وإحتسابا"تعلم العلم اليقين انها كرمت بهذه النعمة والقدرة علي البذل
وأخيرا ان الذين يجودون بالمال ويسعون في مساعدة المحتاجين والمحرومين امثال هؤلاء هم في رضوان الله . تنام اعينهم وتهدأ قلوبهم ويمن الله عليهم من واسع فضله . هؤلاء الذين تاجروا مع الله فان تجارتهم ابدا لن تبور .. وما اجمل الشاعر اذ يقول (من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فإنّه أحمق بالحرص ينتحر)