ينعقد المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية في العاصمة الكازاخية أستانا في الفترة من 10 إلى 11 اكتوبر الحالي، وذلك تحت شعار “قادة عالميون من أجل عالم آمن”، ويشارك في القمة العديد من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين، ويلتقي رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، إضافة إلى العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في القمة.
ومن أبرز العناوين التي سيناقشها المؤتمر: "السلام العالمي في القرن الحادي والعشرون كمفهوم للأمن العالمي"، و”فرص جديدة لتعزيز البشرية"، و”الأديان والعولمة: التحديات والمواجهات”، و “دور الزعماء الدينيين والسياسيين في التغلب على التطرف والإرهاب”.
كما سيناقش المشاركون في المؤتمر أكثر المشاكل الإنسانية إلحاحًا في سياق العولمة، بما في ذلك حرية الأديان واحترام ممثلي الديانات الأخرى ودور الزعماء الدينيين في تعزيز الأمن الدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديدات والتحديات الجديدة التي يشهدها العالم حاليا
ويسعى زعماء الأديان الترويج لفكرة لحوار الأديان عبر المداولات والمناقشات الدينية والثقافية وفي الوقت نفسه تعزيز الفهم المتبادل بين أطراف الديانات المختتلفة واحترام الآخر من قبل كافة أصحاب العقائد ومن مختلف المجتمعات أيضاً
ويهدف المؤتمر إلى تطوير وتعزيز الاحترام المتبادل بين الايديولوجيات العقائدية المختلفة والمنتشرة في شتى أنحاء العالم، ونبذ الكراهية والعنف والتطرف ونشر مبادىء التسامح والتعاون بين جميع المؤسسات والهيئات الدينية والثقافي
ويتعزز دور هذه القمة من خلال دعم اليونسكو القوي لها، وذلك عبر إعلانه هذه المنظمة الدولية الواضح بضرورة التقارب الدولي بين الثقافات، وذلك عام 2013 إلى عام 2022، والذي تم بمبادرة من كازاخستان.
وقد ساهمت القمم والمؤتمرات الخمسة السابقة في استقطاب وجذاب مفاهيم متزايدة حول حوار الأديان من قبل العديد من المؤسسات حول العالم، كما أظهرت المؤتمرات السابقة على نحو مقنع مدى إلحاح وضرورة ترجمة فكرة التعاون والوحدة الدينية باسم الحياة السلمية والكريمة لشعوب الكوكب
وسوف يسعى كل صاحب معتقد من المشاركين في فعاليات القمة اقناع الآخرين من خلال الوعظ بالقيم التي يحملها مثل العدل والحقيقة والإنسانية والتسامح في حين سيدعون إلى نبذ التطرف والإرهاب والفظائع التي ترتكب تحت ستار اللافتات الدينية التي ليس لا علاقة لها بالإيمان الحقيقي.
وقد استطاعات كازاخستان أن ترسخ لنفسها نموذجها الفريد الخاص بمجتمع من الوئام بين الأعراق وبين الطوائف المختلفة، ومعترف به في جميع أنحاء العالم باسم "طريقة الكازاخ”، فيما أصبحت هذه البلاد موطنًا مشتركًا لما يقرب من 130 عرقاً إثنيا، وأكثر من 40 طائفة مختلفة، مع تواجد أكثر من 3200 مسجد وكنيسة وأماكن للعبادة والصلاة وحوالي 4000 جمعية دينية.
وكان اللقاء الأول لزعماء الأديان قد عقد في العاصمة أستانا والذي دعا إليه الرئيس نزارباييف عام ٢٠٠٣ بحضور ١٧مؤسسة تمثل الديانات الإسلامية والمسيحية والبوذية والهندوسية واليهودية والشنتوية والطاوية وممثلون دينيون من 13 دولة من قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.