حقيقة لا أجد سببا محددا لكل هذا العنف الغير مبرر والموجود حاليا في مصر وفي كل الدول العربية تحديدا . وقد كنت تحدثت في مقال سابق وفي لقاء تلفزيوني قبل بدء شهر رمضان عن ضرورة منع العنف والمشاهد الدامية والأساليب المخزية والغير أخلاقية في الإنتقام أو الثأر من بعض الأفعال والتي تكون في المسلسلات المصرية . وكنت حينها أعتقد أن الدراما لها القدر الأكبر في وجود هذا العنف وهذا الميل الشديد لحب الدماء .
ولكن ما حدث في الفترة الأخيرة أثبت أن الدراما لا تمثل سوي نسبة بسيطة في مجموع الأسباب التي تؤدي إلي العنف والدماء . حدثت أشياء مريعة وفوق التخيل , ولذلك كان يجب أن ننظر للموضوع من وجهات نظر مختلفة وشاملة .
لقد أصبح حب الدماء الأسلوب المتصدر للمشهد , لم يعد القتل بالحرق أو السم كما كان سابقا وأن يبعد الجاني عن موقع الحدث .
بالعكس أصبح القاتل يتلذذ برؤيته للمقتول وهو يلفظ أنفاسه , أصبح إستعمال السكين أو الساطور في قتل أقرب الناس للشخص ( رجل يقتل زوجته واولاده الأربعة بالساطور - أب يقتل أبنه بالساطور - أبن يقتل أباه بالسكين - رجل يغرق أولاده الأثنين - سيدة تقتل ولديها - أب يقتل اسرته وينتحر - جريمة في التجمع الخامس - جريمة في الشروق - مقتل أشخاص في نزاع علي أرض -حالات إنتحار متتالية - ألخ .............) .
ومما لفت النظر ما حدث مؤخرا في دير - هل يعقل أن الرهبان يقتلون بعضهم أو ينتحرون ؟؟ سيقول البعض يحدث القتل في المساجد , وأرد ربما لأن الدين المسيحي أساسا شعاره التسامح لأبعد مدي , وشعاره الله محبه , وخاصة الرهبان الذين تعودنا منهم أن يرسلون سلاما في الأرض ولا يخضع مجتمع الرهبان للتطرف الموجود في بعض أفكار الجماعات وتكفير البعض كما هو الوضع في بعض المسلمين .
فإذا سلمنا أن القتل أصبح ظاهره فلابد أن نبحث جيدا في سبب حدوثها , ليس الدراما وحدها وإن كان الكثيرون حاليا لا يشاهدون الدراما , ولكن كما قدمت الدراما التفنن في أساليب القتل , قدمت أيضا المسببات , فقد شاهدنا أقراص مخدرة تعطي للشخص فلا يهدأ حتي يقتل ويري منظر الدم ( الزوومبي ) وذلك كان في مسلسل لعادل إمام .
وقد يكون من أسباب القتل هو التعرض لكل هذا الهواء المملؤ باللاسلكيات من بث النت والهواتف المحمولة , والإشارات الدائمة والتي تطوف حولنا وتخترقنا , وسببت زيادة إنتشار أمراض السرطان.
وربما من كثرة المواد التي تستعمل في الزراعات من رش مبيد أو من وسائل الحقن الهرموني للمحاصيل أو الدجاج والطيور .
يوجد لدينا علماء وباحثين لابد أن يجلس هؤلاء العلماء والذين أنفقت عليهم الدولة أموالا لبحث سبب العنف الشديد , وسبب العنف السلوكي مع الجميع حتي بالمدارس .
وسيقول البعض إنها الحالة الإقتصادية , فأجيب أغلب القتلة لا يعانون من شدة الفقر . وبالعكس أغلب الأسر التي تشكو من الغلاء يمتلك كل فرد فيها موبايل لا يقل ثمنه عن خمسة ألاف جنيه وباقة شهرية لا تقل عن مائة جنيه علي أقل تقدير . ولم يحدث القتل في أفقر الأسر .
ولكن أعتقد أنه يوجد سبب مباشر في إنتشار العنف وخاصة حب رؤية منظر الدماء حتي من أقرب الناس للناس دون شعور بالذنب أو الشفقة أو الرحمة , ولابد من الوصول لهذا السبب .
لا أريد أن ننتظر فتزداد الحالات , ونزداد سوءا . وإذا أراد البعض نسبة هذا الأمر لسبب وحيد هو البعد عن الدين , فقد كان قديما السكاري واللصوص والزناة , ولكن لم يكن القتل منتشرا بهذه الطريقة إطلاقا .
وختاما إن إنتشار بعض الجماعات الإرهابية والتي قتلت في الوطن العربي عدد كبير جدا - لو لاحظنا أنهم يقتلون بدم بارد بل ويسخرون القاتل دون أي مقاومة , وذلك يوضح أن هناك أشياء كأدوية أو أقراص يتم إستخدامها في ذلك للطرفين .
وختاما لابد من نشاط أجهزة الشرطة في القبض والتفتيش علي الأماكن التي يتم منها تهريب المخدرات والأقراص وكذلك أماكن بيعها , ويكون العقوبة الإعدام والمحاكمة المستعجلة للتمكن من إنقاذ البلد من هذا الخطر المحيط بنا بل والموجود معنا . وكذلك فحص دماء القاتل لمعرفة ما هو المؤثر المباشر في جعله يقتل .وربنا يحفظ مصر.