يصبح الانسان عجوزا عندما تحل الاعذار محل الامل " ؛ لطالما استوقفتني هذه المقولة كثيرا وذهبت افكر فيها فوجدت فيها لحنا يجب ألا يغيب عن آذاننا ابدا . كل منا يا صديقي لديه من الاحلام والطموحات ما يمني به نفسه كثيرا ويستغرق في تفكيره طويلا بحثا عن سبيل تحقيقه ويبدا رحلة بحثه عن حلمه مدفوعا بأمله في الوصول.
فالأمل هو شعاع النور الذي يضئ ليل الطامح وسط ظلام الصعوبات والعقبات والمخاطر ، فالحياة كثيرة التقلبات ولا تستقيم لأحد ولكن ما يدفع احدنا للإستمرار هو الأمل ؛ فما يدفع الزارع إلي غرس فسيلته إلا أمله في الجني والحصاد ، وما يدفع الطالب الي الجد والاجتهاد إلا أمله في النجاح ، وما يدفع المريض إلي تجرع مر الدواء إلا أمله في الشفاء وما إلي ذلك من الأمثلة .
دائما ستجد في جميع تجاربك ايجابيات وسلبيات فيجب عليك ان تدعم ايجابياتك وتستثمرها جيدا وان تقلل سلبياتك وتتلافي آثارها وان تستمر في طريقك دون النظر إلي الخلف وعش دائما علي الأمل .
فقد يعيش الانسان بلا بصر ولكن لا يعيش بلا أمل ؛ فالأمل يجعل الانسان يري ما قد لا يراه بعينيه حال كونه ناظرا تحت قدميه ، فإن كان أمسك قد ضاع فبين يديك اليوم ، وان كنت لا تري من يومك الا ظلماء الليل فاجعل من شروق الغد أمل جديد في النهوض .
واعلم ان اغلاق باب معين في وجهك ما كان الا لحكمه لم تكن لتدركها في وقتك الآني ، تمسك دائما بأملك وأحسن ظنك بالله ولا تقنط من رحمته وستجده دائما الي جوارك وعند حسن ظنك فليس بينك وبين تحقيق حلمك إلا صبر جميل .
قد تشعر ببعد الناس عنك او تشعر بالغربة والوحشة ولكن حسبك ان الله معك ، يشعر بك ، يعلم كم تعاني وكم تنتظر ، يعلم شغفك وشوقك ، وما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، فأمره بين الكاف والنون وما يضنيك تفكيرا وخوفا لا يعجزه سبحانه وتعالي ان يأتيك به طوعا ، فقط استعن به وتوكل عليه ، ولا تجعل اعذارك شماعة لفشلك لكي ترضي خمول نفسك ، تمسك بأحلامك مادمت تتنفس ويبقي الأمل .