زوجتي خجوله

زوجتي خجوله

سألني زميل فاضل عما يدفع الرجل أن يعرف امرأة أخرى غير زوجته، وأنا أقوم بترتيب إجابة تشفي صدره تذكرت حالة قد عرضت عليا سابقاً حيث اتاني زوج وقال لي أنتي أخر أمل قبل أن أطلق زوجتي فقد استنفذت معها كل السبل ولم أصل إلى حل، وعندما سألت أن يفصح عن المشكلة قال "زوجتي خجولة" رغم مرور عدة أعوام على زواجنا، الا أنها تعاني الخجل الشديد، وهذا يزعجني، فلدي من المعارف والزميلات من يحكوا لي وأمامي عن الكثير مما تعطيه المرأة لزوجها، وأحب أن أحيا تلك اللحظات مع زوجتي؛ الا أنها تمنعني بسبب حياءها، ويحك أيها الزوج اليست هي من تقدمت لخطبتها بسبب أدبها وحياءها، فقد تحول بعد الزواج إلى مشكلة ، الاب الذي يربي ابنته على الاخلاق الكريمة، وتعاليم الدين، والام التي تجعل من فتاتها نواه لزوجة صالحة، وأم حنون، وربة منزل مدربة.
س هل أخطاء الاب والام في تربية أبنتهما؟
هل الشاب الذي يختار زوجته لأدبها وعفتها أصبح هو المخطئ الان؟
لا والله ما أخطاء أي منهما ولكن تسرع الزوج وعدم معرفته بفنون التعامل مع زوجته، وعدم قدرته على ملك مشاعرها وقلبها، لدفعها للتخلي عن خجلها معه لإسعاده، هو السبب لأنه إذا استمال قلب زوجته واستطاع تهيئتها نفسياً وفكرياً، ودفع بمشاعرها للنشوى لوجد ما يريد، ولكنه بدلا من ذلك يقارن دائما بينها وبين الاخريات ممن يعرفهن سواء بطبيعة العمل أو بغيرها، لكن هل سأل نفسه يوماً، هل تتحدث زوجتي عن علاقتنا الحميمة، ولحظات تواجدنا معاً لزملائها الرجال في العمل أو من أقاربها أو حتى أمها؟ لا أظن فمن تخجل من زوجها رغم مرور سنوات على زواجهم، وتتحفظ في بعض تفاصيل علاقتهم تكون أكثر خجلاً وحياء في التعامل مع سائر الرجال، س هل ما زلت ترى أن مقارنتك عادلة أيها الزوج الشاكي؟
عزيزي الزوج: تتحدث عن عدم لهفة زوجتك عليك، وعدم تعبيرها الكافي عن اشتياقها، وانها لا تملك من حركات النساء القدر التي تسعد به زوجها، ولكن هل أنت تتلهف عليها، وتعبر عن اشتياقك لها كما تريد هي، هل تملك من أساليب الرجال ما يسعد زوجتك، لا أظن لأنك لو كنت كذلك لما اشتكيت، فأنت كما عودتك أمك تطلب لتجاب، وبذلك تحاول أن تفرض طلباتك على زوجتك، بكل عند وتكبر، وبأسلوبك أنت وعلى طريقتك ضارباً بها وبتفكيرها ومشاعرها ورغباتها وأسلوبها عرض الحائط، فهل نزلت من برجك العاجي، وحولت ارضائها على طريقتها هي، س هل تخليت عن أنانيك لتحاول اشباع رغباتها وتنزل معها إلى أول السلم لتصعد بها بالتدريج إلى أعلاه، أفهم احاسيسها ومشاعرها فهي نهر من العطاء والحب وكل معاني الجمال، اسكن قلبها الذي هو أغلى ما لديها، اثبت لها إنك تحبها لنفسها، ومهما فعلت، ومهما كانت حب ابديلم بعرفه احد غيركم، عزيزي القارئ كن لها حبيب تكن لك عاشقة، كن لها ابن تكن لك أم، كن لها محراب لتجدها متعبدة، اجعل منها كل النساء؛ لتكن لها كل الرجال. عزيزتي القارئة رفقاً بزوجك فنحن في عالم قاسي مرير يخرج للعمل ليتجرع مرارة التعب، يعود لمنزلة ليبحث عن الراحة والحنان الذي يخفف عنه شقاء اليوم، فكوني له صدراً حنون يؤنث وحدته، ويسعد حياته، فجاءت إرادة الله أن يخلق المرأة من ضلع من الرجل وجعله اعوج، لتكون تحت جناحه وفي حمايته وقريبة من قلبه فيحبها، وترعاه ويكون شغلها الشاغل هو اسعاده فرفقاً بأزواجكم.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

فيس بوك

a
;