عبد الفضيل رب أسرة موظف حكومى بالدرجة الثالثة حياته متوسطة من ناحية الامكانيات المادية تبدأ قصته عندما أتم سن الخامس والثلاثون ولم يتزوج كان وحيدا لا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت عايش وحيد منذ زمن بنى نفسه بنفسه وعندما شعر بان العمر بدأ يتقدم به دون زواج تحدث لأقرب الاصدقاء له وهو إسماعيل صديق العمل ليبحث له عن عروس بدأو البحث سويا حتى وجدوا سهير عمرها قريب بعض الشيئ من عمر عبد الفضيل كان عمرها فى ذاك الوقت ثلاثون عاما اى هى أصغر من عبد الفضيل بخمس سنوات ذهب عبد الفضيل بصحبة إسماعيل صديقة ليتقدم لسهير وبالفعل تمت قراءة الفاتحة والاتفاق بينه وبين والدها على كل شيئ من متطلبات الزواج وتم حفل الزفاف وبعد.مرور تسعة اشهر رزق عبد الفضيل بطفله الصغير أشرف حياة الاستاذ عبد القضيل كانت مستقره الى حد كبير بينه وبين سهير زوجتة وعندما حضر اول طفل له وهو اشرف بدأت سهير تهتم بطفلها بدرجة كبيرة حتى اهملت عبد الفضيل وبدأت طلباتها تزداد يوما بعد يوم وما على عبد الفضيل سوى الولاء والطاعة لكل متطلبات زوجتة سهير الذى تغيرت تماما بعد إنجابها طفلها أشرف أصبحت تبذر فى الأموال بشراسة من أجل المصروفات وعبد الفضيل صامت لا يتكلم متحملا كل الضغوط عليه سواء من العمل وسواء من طلبات زوجتة سهير ثم قام بتقديم طلب عمل ساعات إضافية بالمؤسسة التى يعمل بها ليزود دخله وبالفعل عبد الفضيل بدأ يعمل ساعات إضافيه ويعود يوميا الى منزله فى المساء مجهدا بعد عناء يوم عمل طويل واصبحت حياته منعزله تماما عن سهير زوجتة وإبنه أشرف مرت الايام والشهور والأعوام حتى كبر أشرف وأصبح طالبا بإحدى المدارس الخاصة التى أصرت ولدته سهير بدخوله مدرسة خاصة لتستمر فى إستنزاف أموال زوجها عبد الفضيل الذى يتحصل على مرتب متواضع الى حد ما والذى اجبرته ليبحث عن دخل آخر بجانب دخله من وظيفته حتى ذهب للعمل بمقهى ليلى ليستمر فى عناء رهيب بحياته ليوفر لزوجتة ايضا طلباتها التى تنحصر فى كل ما تحتاجه من أجل أشرف إبنهما وأصبح عبد الفضيل لا يرى منزله بعد ما كان يذهب منزله متأخرا كل يوم الا انه اصبح يعمل باقى ساعات الليل بمقهى ليلى وأصبح لايرى منزله ولا زوجتة ولا ابنه اشرف ووسيلة الاتصال بينهما هو الهاتف الذى كان يوميا يطمئن عليهم من خلاله وعندما يحتاجون أى متطلبات كان يرسلها لهم وأستمرت هذه الاحوال يوما بعد يوما اشرف المدلل لسهير لا يهتم بهذا الأمر بل كل طلباته مجابه حتى انتهى اشرف من المرحلة الابتدائية ومنها الى الإعدادية والتى بدأ ينضج فيها رويدا رويدا ومازال اشرف لا يعلم شيئ عن والده عبد الفضيل حتى هذه اللحظة الذى ترك المنزل وتفرغ لعمله ليل ونهار من أجل ان يوفر لهم كل طلباتهم وترك زوجتة لرعاية وتربية أشرف وعبد الفضيل ماهو الا آله لارسال الاموال لهم فانتقل أشرف من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية التى تحتاج لمجهود كبير للدراسة حتى يلتحق بالجامعة بالفعل التحق أشرف بكلية التجارة نظرا للمجموع المتواضع الذى حصل عليه بالثانوية العامة وعندما بدأت الدراسة بالجامعة تعرف أشرف على مجموعة من الشباب الذين يدرسون بالجامعة وعلشان اشرف مدلل ولا يعلم من اين تأتى له الأموال لكى يحصل على كل ما يحتاجه تعرف على شباب مدللون مثله لا يعلمون مدى المسؤلية أو كيف يدبر لهم أولياء أمورهم هذه الاموال حتى يتوفر لهم كل متطلباتهم.
أشرف دخل فى دائرة الإنحراف سهر وشرب وإهمال فى الدراسة تغيب كثيرا عن الجامعة فقامت ادارة الجامعة بإرسال خطاب إنذار لأشرف ونظرا لعدم وجود الأب عبد الفضيل بالمنزل وصل هذا الخطاب للأم سهير التى ذهبت الى ادارة الجامعة حتى تعرف حقيقة الأمر وفوجئت بإنقطاع إبنها عن الجامعة منذ فترة كبيرة خرجت سهير من الجامعة وتوجهت الى منزلها ولاول مرة تدخل غرفة ابنها أشرف تبحث فى الادراج الخاصة به حتى وجدت بعض علب السجائر داخل أدراج مكتبه ثم إنتظرته حتى يعود وعندما عاد اشرف الى المنزل فوجد امه فى انتظاره وهى شبه غاضبه فعندما سألها ماذا بك فأجابت له عن ماحدث معها طوال اليوم بداية من رجوعها من الجامعه الى ان جاءت الى المنزل ووجدت بعض علب السجائر بمكتب أشرف.
نظر اليها أشرف وتحدث معها بأن شرب السجائر ليس هو الوحيد بالجامعة يستخدمها انما جميع الطلاب يستخدمون شرب السجائر واستمر اشرف الحديث مع والدته سهير الى ان اقتنعت بحديثه لأن أشرف هو ابنها الوحيد وهو يمثل لها كل شيئ فتركته سهير دون أى عقاب او تأنيب لما حدث منه أشرف مارس حياته كما يحلو له بل بدأ يطلب من والدته فلوس بكثرة وما على سهير الا انها تتصل بعبد الفضيل ليرسل لها النقود المطلوبة وفى كل مرة عبد الفضيل يتصل وهو بعمله ليسأل سهير عن كيف حالهما وكيف حال اشرف فى الدراسة فكانت اجابتها له ان الحياة تسير على مايرام وان اشرف ابنهم متفوق فى الدراسة وطبعا العكس تماما عبد الفضيل كان كل آخر يوم من كل اسبوع يذهب لمنزله ليطمئن عليهم ويجلس معهم بعض الوقت ثم يذهب إلى عمله مرة أخرى
تتوالى الاحداث واشرف يسير فى نفس طريقه ووالدته سهير تتركه دون رقابة منها والاب عبد الفضيل فى عمله الاساسى وعمله الاضافى الذى يستدعى وجوده بعيدا عن المنزل طوال الاسبوع.
مرت الايام واقترب العام الدراسي من الانتهاء وأشرف بسبب كثرة غيابه حرم من دخول الامتحانات وأستمر فى الانحراف حتى تعرف على اصدقاء السوء الذين اخذوه معهم فى طريق الانحراف فتصاعدت الانحرافيه من إهمال فى الدراسة وحرمان من دخول الامتحان وشرب السجاير الى شرب المكيفات أى المخدرات إنخرط أشرف فى شرب المخدرات وبدأت تظهر عليه علامات الانحراف ولكن والدته سهير كما هى تمول ابنها بالمال وهو ينحدر الى أسفل دون اى حساب من والدته ووالده عبد الفضيل الاب مازال لايعلم شيئا فهو ضيف خفيف لا يأتى المنزل الا ساعات قليلة أسبوعيا بسبب إنشغاله فى العمل الذى ركز فيه ليوفر لزوجتة سهير وإبنه أشرف كل متطلباتهم
ولكن دون أى مراقبة منه وأستسلم لطمع وجشع زوجته وترك لها كل الأمور ووضع نفسه فى وضع الحاضر الغائب موجود وهو مش موجود لا بيحاسب ولا يعاتب ولا له دخل بأمور حياة زوجتة وإبنه حتى الزوجة سهير استغلت كل هذه الثقة واخفت على زوجها كل الاحداث التى حدثت لأشرف بداية من دخوله الجامعة حتى لم تخبره عن حرمان اشرف من دخوله الامتحانات وكذلك إنسياقه وراء الشباب المنحرف الى ان ادى ذلك إلى انحراف اشرف لدرجة انه وصل لمرحلة من مراحل إدمان المخدرات.
تتوالى الاحداث وأشرف بدأ يتغيب عن المنزل فترات متقطعة وعندما تسأله والدته عن غيابه كانت دائما إجاباته لها بانه مع أصدقاءه فلا تهتم بالامر اكثر من ذلك وتترك أبنها يسير مع هذا التيار وفى يوم من الأيام أشرف إستيقظ مبكرا على غير العادة ولكن فى هذه المرة خرج من غرفته وبيده حقيبته فشعرت به والدته وخرجت من غرفة نومها وسألته اين تذهب بهذه الحقيبة فرد عليها انه ذاهب مع اصدقاءه لقضاء إسبوع بإحدى المناطق السياحية وطلب من امه بعض النقود على الفور اعطته امه ما يحتاجه من نقود ثم خرج أشرف من منزله وغادر المنزل.
أشرف كان على اتفاق مع اصدقاءه بأنهم سوف يتقابلون فى إحدى الشقق التى قاموا باستئجارها ليتجمعوا فيها للسهر والشرب طوال الليل.
من ضمن اصدقاء أشرف شاب مدلل لدرجة كبيرة ومن عائلته على مستوى عالى من الامكانيات يدعى حازم كان حازم كثير العلاقات النسائية فكان على علاقه بفتايات كثيرة وكل علاقاته بالساقطات فكان دائما يستقطبهم معه كل يوم الى الشقة ويمارس هو وأصدقاءه الرزيلة معهم وايضا شارك اشرف معهم هذه الواقعة الشنيعه وأصبح أشرف بعد شرب المخدرات رفيقا للساقطات.
بواب العمارة بدأ ينزعج من تواجد هؤلاء الشباب بهذه الشقة وخصوصا بعد تردد بعض الفتيات عليها فقام بمتابعتهم حتى تأكد من الافعال الشنيعة التى يمارسونها بداخل الشقة ثم قام بإبلاغ الشرطة التى قامت بمراقبة الشقة وانقضوا عليها وظبطوا هؤلاء الشباب متلبسين مع الفتيات فى أوضاع مخله وألقوا القبض عليهم بعدما وجدوا بحوزتهم بعض المواد المخدرة أيضا.
تم حبس الشباب والفتيات على ذمة القضية للتحقيق معهم وتم إستدعاء أولياء أمورهم كالعادة عبد الفضيل فى عمله لا يعلم أى شيئ عن إبنه أشرف وذهبت سهير كولى أمر لأشرف إلى قسم الشرطة لمقابلة رئيس المباحث حتى فوجئت بإبنها أشرف محبوسا للتحقيق معه فى هذه القضية.
سهير فى امر محير هل تخبر زوجها عما حدث لإبنهما أشرف
رئيس المباحث سأل سهير أين زوجك والد أشرف فكانت إجابة سهير له دون تفكير بان والد أشرف مسافرا خارج البلاد وليس موجودا الآن
ذهبت سهير لتبحث عن محاميا يترافع ويدافع عن إبنها وعندما جاء عبد الفضيل كعادتة الى منزله نهاية الإسبوع فسأل زوجتة عن أشرف فقالت له ان اشرف فى رحلة مصيفية مع زملاءه سهير تشعر بالخوف والقلق عندما يعلم عبد الفضيل ماجرى من احداث لإبنه فتركت الأمر للظروف وهى فى اشد العذاب والحيرة .
اصبحت قضية أشرف وزملاءه قضية كبرى تخص المجتمع فاهتم بها الرأى العام والوسائل الإخبارية وخصوصا عندما تم وضعهم فى قفص الإتهام وتم تحويل القضية إلى المحاكمة بدأت وسائل الاخبار تتحدث عن هذه القضية الكبرى فكانت مفاجأة كبرى للأب عبد الفضيل عندما علم ماحدث لإبنه أشرف وهرول لمنزله سريعا فوجد سهير زوجته بالمنزل وسألها عن ماسمعه وقرأه من خلال الوسائل الإخبارية وما كان على سهير الا أن إعترفت لزوجها عن كل الأحداث التى مرت بهم بداية من تركه للجامعة بسبب فشله فيها حتى وصوله الى النهاية المؤلمة ودخوله السجن بسبب المخدرات والاعمال المخلة بالاداب وظبطه مع مجموعة من الساقطات
ذهب عبد الفضيل بصحبة زوجتة سهير إلى المحكمة ليشاهدوا ماذا سيجرى داخل المحكمة اثناء المحاكمة والمرافعات.
تقدم المحامى الخاص بالدفاع عن أشرف وبدء فى سرد القضية امام القضاه.
ثم قام وكيل النيابة بمعارضة الدفاع وتحدث عن الافعال اللاخلاقية وإهمال رب الاسرة فى تربية الأبناء التى وصلت بنا إلى هذه القضية الكبرى التى تصيب مجتمع كامل بكل فئاته وعندما انتهى وكيل النيابة من مرافعته عاد الدفاع لكى يكمل دفاعه عن المتهمين وعندما بدأ محامى أشرف التحدث واكمال دفاعه عن أشرف قام عبد الفضيل من مكانه واستأذن رئيس المحكمة ليأخذ قسطا بسيطا من الوقت ليتحدث عن مابداخله وافق رئيس المحكمة الذى اعطاه بعض الوقت ليتحدث عن ما بداخله
فبدأ عبد الفضيل الحديث مع القضاه والمستشارين وكل من يتواجد بالمحكمه فبدأ سرد قصته بداية من كان موظفا بسيطا حتى وصل عمره الخامس والثلاثون دون زواج ثم تقدم للزواج من سهير وكانت حياتهم على مايرام وعندما جاء مولوده الوحيد أشرف تغيرت الامور تغيرا كاملا من ناحية سهير التى كانت دائما تطلب اشياء كثيرة فكان يجب علي ان أنفذها وأوفرها الى أن بالعمل ساعات إضافية والامر لم يكتفى على ذلك بل قمت بالعمل أيضا فى إحدى المقاهى الليلية وأبتعدت طوال هذه السنوات عن المنزل ولم اشاهد منزلى الا ساعات قليلة كل إسبوع ووثقت بزوجتى وتركت لها كل الامور تتصرف كما يحلو لها وانقطعت كل امور التواصل بينى وبينهم الا الشيئ الوحيد الذى ظل كما هو انه المال فكان هو همزة الوصل بينى وبينهم مرت الايام والاعوام ولم أعرف شيئا عن خط سير اشرف وكانت دائما سهير زوجتى تهيئ لي بأن الحياة أمورها جيدة وأن الدنيا بخير وفى النهاية حدث ما كنت لا أتوقعه من سهير وإبنى أشرف ولكن أين الجانى ومن هو الجانى فى هذه القضية أنه انا وزوجتى نعم نحن السبب الرئيسي فى وصول أشرف لهذه المرحلة وضياع مستقبله فانا تركت كل الامور لزوجتى ووثقت فيها دون اى مراقبة او تدخل منى فى كل الشؤن والامور وهى كذلك أهملت فى حق إبنها وفى حقى ايضا فهى لم تخبرنى بكل هذه الأحداث التى مرت عليها وعلى إبنى وانا ايضا ركزت فى اعمالى حتى احصل على المال الكثير من اجل أن تعيش زوجتى وإبنى حياتهم كما يحلو لهم وفى النهاية وصلنا للقاع والدمار واكمل عبد الفضيل حديثه بأن الذى حدث مع ومع زوجتة وإبنه درسا لابد الاستفادة لجميع فئات المجتمع وأن الحياة الاسرية نجاحها ليس بالمال فقط وإنما بالتفاعم والتقارب والمشاركة والصدق بين جميع أفراد العائلة.
رئيس المحكمة عاتب الزوج والزوجة معاتبة شرسة وقبل ان ينطق بالحكم إرتفع صوت عبد الفضيل وهو يصرخ بصوت عالى ياسيادة القاضى إنتظر لحظة فصمت القاضى وانتظر عبد الفضيل حتى صرخ بأعلى صوته امام المحكمة وقام بتطليق سهير زوجتة أمام الجميع وترك إبنه أشرف يواجه مصيره داخل السجن وتوجه لكل الموجودين بالمحكمة وقال لهم هكذا هى نهاية أسرة تمثل مجتمع فعليكم أن تستفيدوا من هذه القضية فعاد رئيس المحكمة لتكملة النطق بالحكم وأمر بالاشغال الشاقة لأشرف وزملاءه لحوزتهم المواد المخدرة والقبض عليهم متلبسين بأعمال الرزيلة داخل الشقة برفقة الساقطات.
خرج عبد الفضيل من المحكمة متوجها إلى منزله وهو مصاب بالاكتئاب النفسى الذى اصابه بسبب تلك هذه الأحداث التى دمرت حياته الأسرية ومستقبل إبنه الوحيد.