مشكلة الطلاق بين الحكمة والقاضي العادل

مشكلة الطلاق بين الحكمة والقاضي العادل
‫قاضي بمحكمة الأسرة لا ينظر إلى مركزهُ على أنهُ منصب يتعالى به على البشر ولا يترفع أنوفهُ تكبراً ولا تجبُراً ، فتوفرت فيه الحكمة ، والإنسانية فغلبىّ كلاهما على منصبهُ كقاضي ليكون حكمي عدل من أهلها ، ومن أهلهِ فأنقذ أسر من التفتت والإنهيار بسبب الطلاق .‬
‫ تعتبر مشكلة الطلاق من أهم المشاكل والآفات المجتمعية التي تسبب العديد من الآثار السلبية على كلٍ من الفرد ، والأسره ، والمجتمع ككل ، وعندما تزداد هوة الخلاف بين الزوجين وتتسع، ولا يبقى من مجال للمصالحة والتفاهم، يكون الطلاق هو الخيار الوحيد ، ولكن لهذا الخيار له تبعات ونتائج قاسية، خصوصاً إذا كان هناك أطفال، حيثُ يصبحون مشتتين بين الأبوين وبين نزاعاتهما التي تصل أحياناً إلى المحاكم، ما يؤثر بشكل سلبي على نفسية الأبناء ويشوه أرواحهم الغضة، وياتي لقلة الوعي والتوعية المتطوره من الجهات المعنية في هذا الشأن التي يخصص لها من ميزانية الدوله مبالغ طائلة دون جدوى .‬
‫و أن أحد القضاة في قضية طلاق بين زوجين والزوجة هي من طلبت الطلاق ، قام القاضي في ‬الجلسة الأولى بتأجيل القضية لأجل بعيد كي يترك مجالاً للصلح ‬ فأجتمعت الخصومة في الجلسة القادمة فسألهم القاضي تراجعتم عن الطلاق فأكد الطرفان بوجوب الطلاق ‬ فأجل الجلسة بكل حكمه ، وهما في قمة الإنزعاج يريدان إنهاء حياتهم الزوجية ،وبرغم تذمرهم أجل القاضي الحكيم القضيه لمرات عدة ‬
‫ثم عقدت الجلسة وطلب القاضي من الرجل أن يجلس على كرسي وطاولة وأن يذكر عشر حسنات لزوجته فقط حسنات وقال له ُ لن أقرأ ما ستكتب‬ أنتم فقط ستقرؤونه فأكتب دون خجل ، وبعد إنتهاء الزوج من الكتابة طلب من الزوجة أن تقرأ بسرها ماكتبهُ الزوج ، وبدأت الزوجة تقرأ وتنظر في وجه زوجها وبدأت الإبتسامة ترتسم على وجهها وبدأت تزداد الإبتسامة ‬
‫وتشرد في عيني زوجها تارةً تلقي نظره جريئه ، وتارةً تنظر نظرة خجل وترمي ببصرها غضاً لقدميه ، والزوج دائم النظر والإبتسامة مستدامةً ، ثم جاء دور الزوجة فكتبت عشر حسنات ولما أنتهت بدأ الزوج يقرأ ويبتسم ويمعن النظر بزوجته وهي تارةً تنظر في عينيه وتارةً للأرض ، ولا يوجد في القاعه سوى القاضي والزوج والزوجه حيث اخلى القاعة تماماً ، وتظاهر القاضي بكل حكمه وحنكه بتجاهلهم وهوا يسمع همساً يعاتب حباً قد كان ، ‬
‫وطلب منهم عدم الحديث معه وأن يخرجا سوياًوقال للزوج بروح الإنسانيه (ويا حبذا لو دعوتها لتناول طعام الغداء في مطعم) وغداً تعودان وأنا سأنطق بالحكم الذي تريدونه فوافقا و‬خرجوا وعادوا في الغد يداهما متعانقتان ووجوههم مبتسه فنظر لهما وقال مبتسماً هل أثبت الطلاق‬ قالوا لا نحن ُعدنا لبعضنا بالأمس وأنتهت كل المشاكل بيننا بما أستعدناه من الحب الذي بيننا مؤكداً‬
‫حتى الآن لا يعلم أحداً ماذا كتبوا ، ‬ ولكنني أعلم كم نحنُ بحاجة لمثل هذا القاضي وهذه القامات التي لا تنظر إلى مراكزها على أنها مناصب تعلو بها على البشر وترفع أنوفها تكبراً ، وتجبراً .‬
‫وسبق التحذير مراراً وتكراراً من خطورة وفزاعة إرتفاع معدلات الطلاق بشكل مُخيف ، وأزعجنا جميعاً ، ونوهنا إلى تقارير جهاز التعبئة والإحصاء الذي أكد فيه أنه تم خلال عام واحد فقط أكثر من 85 ألف حالة طلاق ، وأكثر من نصف حالات الطلاق زيجات لم يمر عليها مابين 7،10 سنوات، ووفق إحصائية حديثة في مصر تقع أكثر من عشرون حالة طلاق في الساعة، مما يعني وقوع حالة طلاق كل ثلاث دقائق وهذا يعني مؤشراً خطيراً على تراجع الرباط الأسري في المجتمع المصري مما جعلنا نطرح تساؤلاً للجهات المسؤوله عن إدارة شؤون البلاد بصفه عامه والمجلس القومي للمرأة ، والمجلس القومي للطفل والأمومه بصفه خاصة ، ما أسباب إرتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة بهذه الصورة الكبيرة، خصوصاً أن عدد كبير من حالات الطلاق يقع في السنوات الأولى من الزواج .‬

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;