من المحتمل أن يكون لقاؤنا الأول مجرد صدفة ، لكن حتماً كان البقاء اختيار ،قد يخدم القدر اثنان ويجمع بينها لكنه لادخل له في تفاصيل الراوية والنهاية التى ستؤول إليها ، وحدهم أبطالها هم من يدونون سطورا تتنبأ بالختام، فبعضهم تتوهج سطورهم بالحب و تنضح بالاهتمام ، تلمح في ثناياها الاحتواء، وتكمن بداخلها الامتنان ليوم شهد علي ولادة قصة حب نابعة من رحم ألفة القلوب ونظرة العيون.
بينما يبقي النوع الآخر يكتبون سطرا ويتركون الآخر ،كتاباتهم مبهمة لاتستطيع أن تتوقع نهايتها علاقة ضبابية غير واضحة، ف بينما يسطرون في إحدي صفحات الرواية وتظن أنك قد أمسكت خيوط الرواية ،تجد أصحابها يعرجون إلي صفحات اخري حتى تظل مشتتا بين تفاصيلها ، فأبطال الرواية أشبه بقضبان السكك الحديدية لاتتقابل أبدا في نقطة حتى تكون مؤشراً للاستمرار ، فمثل هؤلاء الأبطال غالبا ما تكون نهاية روايتهم مؤلمة ولكن لا أظن أن الألم سيطول الطرفين ، غالبا ماتكون أكثر ايلاما لطرف كان يحاول بشتى الطرق أن يغير السطور الأخيرة بينما أصر "الطرف الأكثر سطوا علي العلاقة أن يذيل خاتمة الرواية "بالفراق "
لا خلاف أن لكل رواية بطلين، ولكن تبقي التفاصيل محفوفة بالمخاطر ومحاكة بالقلق أثناء سرد أحداثها حتى تصل إلي النهاية وحينها يكون بر الأمان أو طي لأوراقها للأبد .