أكتب هذه الكلمات المرصعة بالمحبة والروعة والأخوة التي ظلت وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، محبة وتقدير وإجلال إلى فخامة الشعب المصري العظيم، وعندما أتحدث عن الشعب المصري فإنني أقصد جميع الطبقات الشعبية والأخوية فالفرقة بيننا لا تعنى إلا الضلال والتفكك والانهيار فأنتم أيها المصريون أشقاؤنا وإخواننا منذ زمن بعيد فأنتم أمننا وملاذنا الواعد، أرجوكم رجاء الأخ لأخيه الشقيق الجار العزيز أن تبعدوا جميع الخلافات السياسية بيننا وبينكم فهذا لا يجلب لنا سوا النفور والتعصب وعدم اللقاء ويمحى لنا ماض عريق بنيناه على مدار القرون الماضية، فدعوا الخلافات جانبا ولا تستمعوا إلى من هم في حقد وبغضا وإنما كونوا ذوات عقول نيرة ومصلحة مشتركة لا تعرف معنى الرطوخ و الإستسلام لأي سبب كان أو احقاد إنتشرت بين المخربين لمحبتنا وأمننا واستقرارنا، دعونا نعبر الطريق بهدوء نترك خلفنا ووراء ظهورنا خلافاتنا واختلافاتنا أي كانت ونستعيد الثقة بأنفسنا وننطلق جاهدين ومشمرين لبناءنا أوطاننا بعز وفخر وكرامة، بناء الأوطان منا يحتاج إلى صفاء القلوب ونقاء السريرة واصطفاف الأخوة نحو الأفضل فكونوا على يقين أن الفرقة والنفور والشحناء بيننا لا تولد أمن ولا إستقرارا، فالوحدة والتكاتف والاتفاق يرسم خريطة النماء والعمل والجد والجهد، أيها المصريون لا تدعوا مجالا للشك لأي شخصاً حاول اعادة التفرق والنشب للخلافات فيما بيننا فالنيل يعلم مدى صدق رابط العلاقة السودانية المصرية منذ الأزل، هذه كانت رسالتي الصادقة المعبرة للآمال المشرقة للأحوال، فنحن السودانيون وانا أتكلم بلسانهم جميعاً لا نقبل بأي تدخل خارجي سافر في شتات خوتنا وانشقاقنا وزرع الفتنة فيما بيننا، جعل الله محبتنا وخوتنا كما هي لا تتغير بتغير الحال والمحال، وعاشت مصر وسودانا آمنين مستقرين.