لحظة من فضلك .. عن بيان الحزب الناصرى وبوست نائب رئيسه!
وسط الأعاصير الجارفة التى يمتلأ بها المجتمع الفيس بوكى يصبح قول الرأى الموضوعى مغامرة، وفى اللحظات العاصفة يشير العقل الى الابتعاد عن العواصف الهوجاء والاحتماء منها بالصمت والسكوت (عملا بالحكمة إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب) ولكن لأن عددا من الأصدقاء الأعزاء طلبوا رأيى المتواضع ، فقررت خوض تلك المغامرة.
مبيهمنيش توجه الأشخاص حتى ولو كانوا قيادات فى أحزاب، لأنه فى النهاية يظل رأى شخصى لفرد، ولكنى أهتم برأى الحزب لأنه من المفترض يعبر عن اتجاه شريحة واسعة من المجتمع باعتبار الحزب هو "الطليعة المسيسة لطبقة ما"و عندما خرج نائب رئيس الحزب الناصرى ببوسته الذى سبب لغطا كبيرا على صفحات الفيس رأيت ان بوسته يتكون من شقين شق شخصى يقول رأيه فى السفير معصوم ومبادرته (وأنا أختلف معه فى ذلك الشق) ، وشق تنظيمى يرفض فيه توقيع الحزب على البيان الثلاثى لأنه لم يُعرض على المكتب السياسى لإقراره(وأناأؤيده تماما فى ذلك الشق لأن الحزب ليس عزبة خاصة بأحد، ولم ولن يتم تأميمه لمصلحة شلة أثبت الواقع فشلها المريع فى فعل أى شئ و هى صورة للعجز أو العجز العارى بغير حاجة إلى صورة!!) ودعونى أرتب الوقائع لإستخلاص النتائج/
*يوقع ممثل عن رئيس الحزب على البيان الثلاثى( عن طريق جروب واتس أب) ويتم نشر البيان المذكور.
*يكتب نائب رئيس الحزب بوسته الذى يعبر فيه عن رأيه.
*يتصل رئيس الحزب الناصرى برئيس أحد الأحزاب الناصرية معترضا على الذج باسم الحزب فى ذلك البيان(لدى تفاصيل كاملة عن المحادثة، ولكنى أمنع نفسى عن نشرها لأن هدفى ليس التشويه).
* يدعو الحزب لعقد اجتماع للمكتب السياسى، وكالعادة لم يكتمل نصاب الاجتماع(كعادة كل مؤسسات الحزب فى العهد الجديد!!)
* يصدر عن الجلسة وليس الاجتماع(لأن النصاب لم يكتمل، الحضور سبعة!!) بيان باهت شاحب عليل كمن كتبه.
وبعد قراءة البيان أقول: ١)البيان مخنث سياسيا كعادة أغلب بيانات الحزب (بدأ من صنافير وتيران وصولا لترشيح السيسى). ٢) موقف الحزب كعادته هو مسك العصا من المنتصف ، فلا هو يُغلب المصلحة ، ولا يتمسك بشكل واضح بالمبادئ، وذلك يدل على قيادة مترهلة بالسن ، ومترددة بالفكر ، وعاجزة بالإرادة ،و لا تمتلك رؤية واضحة تستطيع تقديمها سواء داخل حزبها أو خارجه. ٣) ألبيان لم يتكلم أو يُشر بحرف ، أو ببنت شفه لموقف الحزب من معتقلين العيد(معصوم مرزوق ، ورائد سلامة ، وغيرهم). ٤) البيان اكتفى بترديد مبادئ عمومية عن حرية التعبير، وسرعة البت فى القضايا ذات الطابع السياسى!!) ٥) إن ذلك البيان فى شكله(لم يتجاوز ستة أسطر) وفى مضمونه(مجرد مبادئ ورجاءات) يثبت بوضوح لا يمكن التعتيم عليه أن رئيس الحزب من نفس مدرسة نائب الرئيس، وأن النقد لا يوجه لبوست شخص حتى وإن تقلد منصب نائب رئيس الحزب ، ولكن يوجه الى بيان الحزب لأنه يعبر عن موقف المفروض أنه جماعى لتنظيم.
6) لقد أثبت ذلك البيان أن نائب رئيس الحزب يمتلك ريموت يحرك به رئيس الحزب حتى وإن ابتعد ، وحتى وإن لم يدرى ذلك رئيس الحزب ، والدليل على ذلك بيان الحزب الذى يتبنى بشكل شبه كامل مضمون وجوهر بوست نائب رئيس الحزب!. وأخيرا، لا اعلم لماذا تذكرت قول رئيس حزب المحافظين البريطانى ونستون تشرشل عندما سألوه عن عن خليفته فى الحزب والوزارة أنتونى ايدن والذى أودى بالحزب وببريطانيا كلها الى الفشل الذريع، بعد فشل عدوان السويس على مصر فى عام ١٩٥٦ ، قال تشرشل عندما سُأل عن ايدن: (مشكلة انتونى أنه بطئ فى الوصول لقرار ، سريع فى العدول عنه!) ، ثم صمت لبرهة و أضاف ذلك السياسى المحنك: (لقد كنت أعرف أن أنتونى سيقودنا الى كارثة ، ولكنى وبحق لم أكن اتخيلهابتلك الدرجة من البشاعة!!)