الشباب فترة عمرية ولكنها ليست كأي فترة ولما لا وقد بنيت العضلات ونبت الشعر وخشن الصوت عند الذكور منهم وكذلك الإناث تتطرأ عليهم التغيرات . ولكن لست هنا بمعرض الحديث عن الشباب من الناحية الفسيولوجية ومتطلباتها . وإنما أردت أن ألقي الضوء على سلوكيات الشباب في تلك الفترة وإلتي أصفها بالورقة البيضاء القابلة لكل نقش ورسم سواء كان حسنا أم قبيحا. سواء كَتبت في تلك الورقة شيكا لأحد البنوك فتأخذ قيمة الأوراق المالية التي تحويها. أو كتب عليها كلام عفن لا يساوى ثمن المداد الذي نقش عليها،ويكون مصيرها إلى سلة القمامة.
فالمقصود من هذا التشبيه أنها فترة شديدة التأثر بالمتغيرات المحيطة بها. فبعض الشباب يستغل تلك الفترة في أن يرسم مستقبله ويخطه بأحرفٍ من نور ،وهناك من هو علي النقيض يكيل _لمجتمعه وأسرته ونفسه بداية - اللكمات الموجعة فتارةً بجرائم يرتكبها تتمثل في إدمان مخدر أو سرقة مال الغير أو حتى تأثر بفكر متطرف يدعو للعنف ويفرض رأيه على أشلاء الأبرياء. وتارة أخرى تأتى اللكمة من لا شئ نعم من لاشئ عن طريق السلبية المفرطة واللامبالاة القاتلة بحيث يصبح عنصراً خاملاً في المجتمع لا يجدي نفعاً فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.
أما أشدهم خطورة في نظري فهو ذلك العبقري الذي رسم لنفسه طريقا للنجاح ولكن واجهته الصعاب والعراقيل فأصبح ناقماً على مجتمعه ساخطا عليه يود لو يملك الفرصة ليكون في صفوف العدو حتي ينتقم لحلمه من وطنه وأهله. فلاريب أن تلك معضلة تجعلنا نتسأل دوماً هل هم شباب أم ذئاب