منذ نعومة اظافري علمني ابي ” رحمة الله علية ” ان اولي خطوات سلم المجد تبدأ بقراءة التاريخ فإنه علم شامل و نقطة الانطلاق الثقافي و أكد كلامة بتعريف ابن خلدون لمعني علم التاريخ حيث عرف التاريخ على انه “ فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية ، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا ، فهو محتاج إلى مأخذ متعددة ومعارف متنوعة ، وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق ، وينكبان به عن المذلات والمغالط ”.
و هنا بدأت رحلة السعى في بحور التاريخ و المؤرخين و حاولت جاهدة ان أخذ من كل بستان زهرة و أقرا لهذا و ذاك .. و لم اضع امام عيني اتجاة معين في القراءة ..
و اذ بي اواجهه كارثة و هي ان هناك من المؤرخين من لا يرتدى وشاح الامانه و الاخلاص و كان يترك هوى نفسه يقود قلمة لتدوين ما يري فية مصالح شخصية .
دون ادني احساس بأنه لا يشوة تاريخ مضي و لكنه يشوة مستقبل أت .. لم يدرك انه عندما يلوث الماضي الذي نسقي به المستقبل فإنه يقضي على الجذور التي يمتص منها الابناء الخبرات و التجارب ..
زاد حجم الكارثة بخروج تدوين التاريخ خارج الكتاب و اصبحنا في زمن التاريخ المصور و المزور .. وهنا تجد ذلك الافاق و هذا المنافق كلا يعتلي منبر الخطابة و يبدأ في وصف نفسه بأنه المؤرخ و صاحب خزائن التاريخ و الاسرار و هو في الحقيقة لا يملك الا خيال قصصي يلائم اهوائه الشخصية و مكاسبة المادية و اصبحت في الاونة الاخيرة هي السبيل للثراء السريع .. فكلما شوهت التاريخ اكتر كلما كان الاقبال عليك اكبر ..
و اصبحت الازدواجية و التلون منهج يتبعه اولئك الذين يسعون الى استرضاء اكثر من طرف، ويماشون اكثر من خيار، وينحازون بالسر او بالعلن مع كل ذى مصلحة
فما يقوله المنافق التاريخى لحاكم اليوم ، سبق أن قاله لحاكم الأمس ، الذى ما إن ترك الحكم ، ميتا أو مقتولا أو معزولا ، حتى هجاه ، أو تنصل منه، بعد أن تحين اللحظة المناسبة للقفز من سفينته الغارقة على حساب الحقيقة الواقعية ، بما يؤدى إلى الإضرار بالماضي و الحاضر و المستقبل ..
يا سادة المؤرخ هو قاضي الزمان فهو من يحكم على الاشخاص و الاحداث و يصدر قرارات نافذه على الاجيال القادمة لذا رفقا بأبناءنا فلا تسقوهم من تاريخكم الملوث حتي لا تذبل زهورهم و تسقط اوارقهم الخضراء .