يقع كتاب ثقافة العنف والقوة في أنظمة الحكم الأفريقية للأستاذ Adam Yusuf المعروف في تشاد بـ (سندو) في ستين صفحة من أصدارات عام 2018 وهو عبارة عن دراسة تحليلية منهجية للواقع الأفريقاني وهو موضوع جدير بالاهتمام لشعوب ترزح تحت وطأت المعاناة وعلى هامش الحياة .
تركزت الدراسة التي تناولها الكاتب في كتابه حول تنامي ظاهرة العنف والقوة في افريقيا والتي أصحبت محل أنظار العالم وتناولتها وسائل اعلام محلية وعالمية ،تم التطرق الى ابعاد ثقافة العنف والقوة ومناقشتها بمنهجية فكرية تحليلية وسَعَت الدراسة الى معالجة هذه الأزمة التي تحولت لثقافة في البلدان الأفريقية .
وتطرق الكاتب الى ديمقراطية العسكر التي صارت مصطلح انتهجه العسكرتاريون والإنقلابيون في أفريقيا ،ويقول الكاتب ان "الديمقراطية استخدمت كدروع لحماية السلطة ومن ثم التلاعب بالدستور والانتخابات وتمديد فترات الحكم الى مالا نهاية بأي نوع من السياسات، تختلف هذه الأنظمة في أسلوبها عما قامت عليه نظم ديمقراطية ،كما جسدها نيلسون مانديلا الذي تنازل عن السلطة بأريحية مطلقة، ويقول آدم يوسف حول تصرفات الحاكم الأفريقي واتباعه لفلسفة العنف والقوة السياسية (هي امتداد للكولونيالية الحديثة وهي في الحقيقة المدرسة الفكرية التي دمرت كل شيء مرات باسم الارهاب ،ومرات باسم التطرف ،ومرات باسم الديمقراطية ،والشمولية ،وكلها مسميات لاحصر لها .
وتناول الكاتب الصمت الذي تعيشه شعوب القارة تجاه الممارسات التي يقوم بها الحاكم بما فيهم النخب المثقفة التي داومت الصمت يقول (أن يتحول الإنسان من ضمن شريحة الأغلبية الصامتة ليس حرجاً، ولكن يؤسف للنخبة المثقفة أن تكون عضواً في هذه الشريحة وعندما يحوّل الى بوق ،فهو هنا لاينتمى الى الشريحة وانما علف لقوات متصارعة ،وهذا أقوى نموذج للتبعية.
الكتاب سلط الضوء في العديد من نماذج البلدان الأفريقية لممارسة الديمقراطية كمخرج من هذا الصمت القاتل الذي عرقل مسيرة التنمية والنهوض بالانسان والأوطان.