بعد أكثر من مائة عام تقريبا قام فيها الفن والثقافة المصرية بدور الريادة الثقافية في مهمة نحت وعي وعقل ووجدان المصريين والارتقاء بهم مع العالم العربي كله الذي لا يزال حتي الآن يستمع الي موسيقي أجيال العمالقة من المصريين في مجالات الفن والغناء والأدب والثقافة والعلم والعلماء ولا يتسع المجال هنا لكتابة أسماؤهم التي تحتاج الي كتب عديدة وليست مجرد مقال عابر للرأي لكن مسلسل الضياع والهبوط والابتذال والاسفاف والتدهور الفني بدأت منذ عصر الملكية " هات الأزازة وأقعد لاعبني " يا شبشب الهنا لكمها تفاقمت بعد الحرب في سنوات السبعينيات مع احمد عدوية وأغنيته السح ادح امبو وقرقاشاندي دبح كبشه ثم تفاقمت أكثر مع ظاهرة اغاني الميكروباص مثل الأساتوك حمدي بتشان وسامي علي الأشي أشي مع الراقصة سحر حمدي ثم قنبلة اغنية وفيلم لولاكي لعلي حميدة قبل اختفاؤه عن الحياة الفنية ثم ظهور الفنان الليبي حميد الشاعري ونشره لظاهرة الأغاني الشبابية مع مغنييها ( إيهاب توفيق . مصطفي قمر . هشام عباس . فارس ) ثم ظهور الاغاني الشعبية مع حسن الأسمر والراقصة دينا مع فيفي عبده وحكيم والنجاح المتأخر لشعبان عبد الرحيم الشهير بشعبولا اييييه وبابا أوبح بعد ما احمد حلمي اتجوز عايدة وبعدها جاء هجوم بنات لبنان والشام من الشرق والغرب أيضاً مع انطلاق قنوات الفضائيات وظاهرة الفيديو كليب والنيو لوك كانت أغنية كأمننا للفنان محمد فؤاد بفيلم اسماعيلية رايح جاي التي كانت سببا في نجاحه انطلق بعدها هنيدي للنجومية وكان قوة حصان نجلاء التونسية ثم بوسنا الواوا مع هيفاء ونانسي عجرم واليسا ونيكول سابا ومادلين مطر وكارولين سماحة وغيرهن الكثير من ( منشطات الفيتامين ) ممن خربوا ذوق وأخلاق المجتمع المصري المحافظ والمتدين بطبعه ( مجرد أكذوبة ) بعدما وضعت بوسي النقط علي الحروف ثم بحة عماد بعرور في أيظن قبل اختفاءه وظهور ريكو وأغنياته ثم اختفاؤه ايضا وبعدها زلزال الراقصة الروسية صافينار الذي هزت مصر كلها مع الليثي والحسيني وحبينا الحمار مع سعد الصغير وركبنا الحنطور بتاع أمينة ولفت بينا الدنيا مع بوسي وفي مهرجانات أوكا وأورتيجا مع أغاني التوكتوك وفضائح الراقصات وسما المصري واللمبي وعبده موته اديك في الارض تفحر والمرجيحة من تحت لفوق بعد منع عرض فيلم حلاوة روح ثم التراجع وعرض الفيلم الهابط احدي سقطات شلة السبكية لتجارة لحوم المواشي ولحوم نساء البشر أيضاً وقامت قنوات الرقص الشرقي المفتوحة في البيوت والمقاهي بتقديم خدمة توصيل "كباريه لكل مواطن " مع القنوات الجنسية الاباحية علي الديش والإنترنت بدلاً من حجبها من خلال نظام خاص للحماية الالكترونية كما في دول اخري منها الامارات يا أهل مصر الكرام لقد وصلنا بكل أسف حاليا بمساعدة خبيثة من الجن وشياطين الأرض الي ما تحت قاع الصفر بمراحل كثيرة رغم وجود رقابة فنية نظريا ( قبل ثورتين ٢٥يناير و٣٠ يونيو ) إلا أنه لم يكن من ضمن أولوياتها الحفاظ علي الشباب المصري بل علي نظام الدولة فقط بالبعد عن الدين والسياسة اما الجنس ده عادي كالماء والهواء بقي مفيش صاحب يتصاحب ولا راجل بقي راجل علشان كله بقي حشاشين ومبرشمين وكولجية وسكرانين طينة ايها السيدات والسادة في ارض مصر المحروسة لا أتحدث هنا عن مؤامرة محتملة بل خيانة كاملة تم تنفيذها علي مدار سنوات طويلة بكل خسة ونًدالة ودناءة من مالنا الخاص وبأيدينا نحن مع الأسف لأحكام ضياع مستقبل أجيال كاملة من شباب مصر .. يجب محاكمة المسؤولين عن ذلك بكل قوة وقسوة أيضاً . امنعوهم من تخريب ما تبقي من عقولنا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل آبنائنا في الأسرة المصرية الواحدة