كل إنسان منا يوجد في حياته قصة تعتبر هي النقطة الفاصلة في حياته، إذ يتغير من بعدها وتكون هذه القصة هي بمثابة مفترق الطرق إما يتخذها نقطة انطلاق للأفضل، وتطوير ذاته، وإما يتوقف عندها وتتوقف حياته.
على سبيل المثال إني اعتبر وفاة والدي هو الحدث الذي تغيرت حياتي من بعده، لأنني تعرضت لصدمة فراقه التي لم استوعبها لمدة عام كامل، ولكن لم استسلم للحزن والصدمة بل جعلتها صدمة أدركت منها أن الحياة ليست خالدة، وإنني يجب أن اعتمد على نفسي وأصنع ما يجعل أبي –رحمه الله- فخور بي.
وعلى مستوى العلاقات العاطفية، نجد الكثير من قصص الحب الفاشلة التي جعلت من أصحابها مومياء واستسلموا إلى هذا الفشل، ومنهم من جعل هذا الفشل انطلاق للنجاح في عمله، وحياته وتعلم درس لكي لا يكرر نفس الخطأ.
وعندما اتحدث عن هذا الفشل، اتذكر موقف للدكتور إبراهيم الفقي –رحمه الله- دكتور التنمية البشرية الذي كان بمثابة طوق النجاة للكثير في حياتهم بكلامه وتفاؤله ونصائحه للنجاح والتخلص من الفشل، إذ قال: "مرة بنت جاتلي تقولى يا دكتور انا اتطلقت.. قولتلها اللي بعده.. قالتلي نعم يا دكتور بقولك انا اتطلقت.. قولتلها انتِ عارفة في كام راجل ف العالم في 3.2 مليار واحد.. يبقي اللي بعده يا ضنايا.. لما تبقي تجربي كل دول ويجرحوكي تبقى تقف الدنيا."
وأضاف في أخر المحاضرة: "البنت رغم ضعفها أمام الراجل إلا إنها أقوي أضعاف الأضعاف بقول ربنا (إن كيدهن عظيم )، فـمجرد احتياج البنت ليك ده عشان تحسسك بوجودك، إنما لو البنت كسرتها بتبقي أجحد و أقوي من إنها تنكسر تاني."
لو كل فتاة تقرأ هذه السطور وتستوعبها بشكل جيد لكانت أصبحت جبلًا يتلقى الصدمات بكل صدر رحب ويتعلم الدرس جيدًا من العلاقة ويستمر في حياته، لكن للأسف ما أراه حولي من قصص الفتيات من تنهار وتبكي طوال حياتها على شخص فارقها وارتبط بأخرى واستمر بحياته وهي ماتزال ثابتة في مكانها تعيش على أطلال قصة الحب الفاشلة والاختيار الخاطئ.
لا أخصص حديثي بالعلاقات العاطفية فقط، ولكنني أتحدث عموما عن جميع أنواع العلاقات الإنسانية في حياتنا، من يقرر أن يتركك ويخرج من حياتك لا تتمسك به، بل اجعله يدرك قيمتك عندما يعرف غيرك، وانت تعرف من هو أفضل منه.
خلال رحله حياتك ستقابل أشخاص وأماكن وأشياء وأحداث كل منها له وظيفته في مساعدتك لاستمرار قطار الحياة، كل شخص وكل حدث هو محطة في حياتك تساعدك على المواصلة، فهناك من يكون سندك وشريك حياتك في هذه الرحلة، وهناك من يكون فقط محطة تتركها وتستمر حتى تكمل رحلتك لأن القطار لا ينتظر أحد.
الباب الذي يغلقه الله لك لا تحاول أن تفتحه مرة أخرى، لأنه لا يغلق ما هو خير لك ولا يفتح ما هو شر لك، ففي كل مرة تظنها النهاية يجعلها الله لك أجمل بداية.