نتهم انفسنا دائما باننا اناس متدينون والكثير منا غير راضين بواقعهم ويمثلون علي من يحدثهم عن الرضا انهم راضون بعيشتهم وواقعهم ولكن اذا ارد كلا منا ان يعرف حقيقتنا ومن نكون فتابعوا وشاهدوا تصرفاتنا ستجدونا شيئا اخر غير ما نقول لن تجدنا متدينون او حتي نعرف شيئا عن صحيح الدين
فنحن وان صدقنا القول وصارحنا انفسنا سنكتشف اننا كاذبون منافقون حتي الموت الشئ الوحيد الحقيقي في هذة الحياة والذي لا يفرق بين غني وفقير أو بين وزيرا وخفير أو بين عالي المقام أو الحقير فالجميع يدفنون تحت الثري ولكن الناس في غفلتهم نائمون ولن يستيقظون الا اذا حكم عليهم ملك الموت بحكمة النافذ والذي لا ينفع النقض او الطعن علية
فالناس جميعا يعرفون حقيقة الموت وعظمتة وهيبتة وتجدهم علي طريق الضلال ماضون فتجدهم يهمشون الفقراء سواء احياء او اموات فعندما يموت الفقيراء يحمل نعوشهم بعض من اقربائهم الفقراء مثلهم اقدامهم الهزيلة التي لا تسطيع الوقوف او المشي لبضع خطوات تحملهم بصعوبة حتي الوصول الي مقابر الفقراء فلا احدا مما يدعون الخير تجده يتبرع بسيارتة لتحمل جثمان الفقير الي مسواه الاخير
فلاسف الشديد الفقيد ليس من الاغنياء او من سلالة العائلات العريقة فقد عاش هذا الرجل الفقير في هذة الحياة علي هامشها فلم يشعر به احد وهو حي يرزق ومات في هدوء وكأنة هرب من هذة الحياة التي لم يري منها سوي القسوة ولم يجد احد يمد يد العون الية فكان في سجودة في الصلاة دائما يدعوا الله ان يقبض روحة ليستريح من هذة المعاناة ويخلصة من اناسا لا يعرفون الفقراء الا في اوقات الحاجة اليهم فيا سادة الموت بالنسبة لبعض الفقراء هو طوق النجاة لهم وعند حملهم علي الاعناق تري النعوش تجري الي طريق المقابر وكأنه تقول لنا تركنا لكم الدنيا التي تكالبتم عليها والارض التي ندفن بين احضانها احن علينا من قلوبكم وكأنهم يعرفون ان جنازتهم لم يحضرها احد من الاثرياء او اصحاب المناصب الرفيعة فلا تجد من يذهب الي مواساة اهل الفقير الا القليل من اهل بلدتة فاصبح الناس يحسبون مدي العائد من وراء ذهابهم لموساة اهل المتوفي فيحسبون حسباتهم وينتهي الامر بهم الي عدم ذهابهم
وعلي العكس تماما عندما يتوفي احد الاثرياء او ابن من ابناء اصحاب المقام العالي فحدث ولا حرج ستجد رجالا يبكون وينهارون ويتذكرون في مواقف للفقيد تدل علي انه كان من الصديقين وتبدأ الحكايات التي يملؤها النفاق والتدليس ويبدأ النعش في التحرك فتجد الاف المشيعين والسيارات عن الشمال واليمين وتري رجالا كالهضاب يهرولون كاطفال صغار فالجميع يريد ان يراه اهل الفقيد وهو يبكي والحزن يرتسم علي وجهه ففي ذلك مكسب كبير
وسيكون من المقربين الي "البية الكبير" هذا هو الحال في هذة الايام وهذة هي الصورة الحقيقية لمجتمع يتهم نفسة بالايمان ونحن ابعد ما يكون عن هذة الصفه الا من رحمي ربي فنحن اصبحنا طلاب دنيا الي ابعد الحدود فهل سيأتي يوما والي طريق الحق نعود