في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وتهاوت منظومة القيم وانهارت الأخلاق يحول الإعلام المصري أطفال مهربين إلي أبطال والمؤسف أن يتعاطف مع هؤلاء الأطفال المهربين قطاع عريض من الشعب المصري ويشن حملة ضارية علي المذيعة التي أجرت حواراً معهم ونسينا أو تناسينا القضية الأصلية أننا أمام أزمة أخلاق كبري فتهريب جنيه كتهريب مليار ولافرق بين مهرب صغير أو كبير كلاهما سوس ينخر في جسد الشعب المصري ويلتهم قوته وأمواله ،والمخجل أن يتدخل رجل أعمال شهير ويرسل محاميه لإنهاء القضية ويتعهد بتوظيف هؤلاء الأطفال المهربين ،لقد جعلنا من هؤلاء الأطفال نموذجاً لأقرانهم وسنجد منهم من يحاكيهم لنجد أنفسنا أمام مشاريع لمهربين كبار في المستقبل فمن المسئول عن ذلك؟ فى نفس اللحظة وفي نفس المكان والمحافظة يتوجه 13 شاباً من خيرة شباب المطرية إلي داخل منطقة الاستثمار ببورسعيد بحثاً عن رزقهم بحثاً عن لقمة عيش بالحلال وبعرق جبينهم دون تهريب فيلقون جميعاً مصرعهم ليكونوا في عداد شهداء لقمة العيش والرزق الحلال. كان الأجدي بالدولة والحكومة وإعلامنا المصري أن يكرم هؤلاء كنماذج إيجابية مشرفة ،كان علي محافظ بورسعيد أن يتوجه إلي المطرية بنفسه ليقدم واجب العزاء في هؤلاء الشهداء ويطيب خاطرهم وكل أهالي المطرية الغاضبين ويصرف لهؤلاء الشهداء تعويضاً مناسباً بدلاً من أن يطلب من أهالي الشهداء الحضور إلي بورسعيد ليعزيهم في مكتبه منتهي الاستهانة والاستخفاف بالضحايا وأرواحهم ،لاتتعجب فأنت في مصر التي تكرم المهربين وتتجاهل الشباب الشهداء الشرفاء طالبي الرزق