لا يستطيع المرء أن يحكم على ما قاله الشاعر المبدع نزار قباني في احدى قصائده :(كل الدراسات عن شعري مزورة) بأنه يقصد به حقيقة التزوير و النقاد يعرفون ما يقصده نزار و لذلك فإنهم لا يغضبون و لا يضجرون من إلحاحه شعرا و تصريحا في مقالات و لقاءات
فنزار يقصد أن النقاد لم يعطوه حقه ؛ بل مروا على شعره و لم يبحثوا أمام تراكم القصائد عن قصائد قليلة تبيض وجهه أمام جمهوره العريض
و لأن نزارا كان يخاطب العامة فقد حرص على البساطة و الوضوح لذلك لم يعثر كثير من النقاد على ثقافة واسعة في شعره كتلك التي وجدوها في شعر من حرصوا على تطور شعرهم و إن لم يستطع جمهورهم أن يفك شيفرة رموزهم كمحمود درويش
و قد أدى هذا الى عدم ظهور ثقافة نزار و الى اقتناع النقاد بأن نزارا لم يتعمق في الثقافة فأصدروا أحكاما قاسية على شعر نزار و ثقافته
و لم يسمع نزار قباني لكلمة منهم أي أنه لم يغير من نهجه الذي سار عليه و استمر على بساطته و على مفردات يستمتع رجل الشارع العادي بها لأنها ميسرة لا تحتاج منه الى مراجعة المعجم لمعرفة معانيها او قراءة الدراسات النقدية لمعرفة دلالاتها و استمر النقاد كذلك بنقدهم الذي اطمأنوا إليه و استمر نزار بالشكوى الى آخر أيامه فتغير الحال ؛ و اعترف النقاد بأن نزارا شاعر فريد ملأ الدنيا بشعره و استحق من الجميع كلمة واحدة لينة و إن كانت هذه الكلمة اللينة قد أتته بعد مماته