الحياة غابة

الحياة غابة

حينما يحين الغروب تودع الشمس الافق الجميل على استحياء .. وتتلون السماء بحمرة الخجل لتخبرنا أنه حان موعد الرحيل .. فيبدأ النور فى الانسحاب بهدوء ليسمح لخطوط الظلام بالتسلل نحو الكون معلنا عن بدء ليلة جديدة ..
وعند غروب الشمس حينما يسود الصمت والهدوء .. ابحث عن شعاع من نور وسط سواد الليل العتيق .. ابحث عنه وأحاول أن أتلمسه بيدى وهو يتسلل من بين أغصان الأشجار ..ابحث عن فراشة تائهة تضىء اجنحتها فضاء الكون ..ترقص على انغام الصمت .. تحاول الاقتراب من الغموض وعوالم الاساطير .. صمتها ضجيج عذب .. تعشق الحرية كالعاشق المجنون ..
انها الطبيعة بجمالها الساحر التى تمنحنا الروح والحياة والتفاؤل .. هى الملاذ للانسان من ضجيج الحياة وضغوطاتها ..هى الهواء والبحر واشجار والجبال والرمال .. هى الربيع والخريف .. هى الشتاء والصيف .. هى امتزاج الروح بالجسد .. الجماد بالانسان .. انها الحياة .
تلك الحياة لم تكن ابدا مثالية فى يوم من الايام .. ففيها الخير والشر .. الضعف والقوة .. الحب والحقد ..الامن والخوف .. ولابد ان نتعلم كيف نتعامل مع كل اصناف البشر..
فالحياة كالغابة .. فيها يتلاشى الضوء ويعم الظلام .. ويسود قانون الغاب ..يفترس القوى الضعيف .. قليل منهم من أدمن الخير واصبح كالنسمة الرقيقة .. وكثير منهم من فاق الثعلب فى مكره والثعبان فى غدره ..
والانسان جزء من الطبيعة .. بل هو ورقة من ضمن اوراق اشجارها .. منه الطيب ومنه الشرير.. منه الاخضر الملائكى ومنه الاصفر اسود القلب .. لذا حينما يتصادف وجود ورقة خضراء اللون ندية بين عدد من الاوراق الصفراء تلفظها بعيدا .. و تتقاذفها الرياح مابين اليمين واليسار وكأنها تريد تدميرها أو الانتقام منها فقط لكونها تختلف عن مثيلاتها بلونها الاخضر .. ترسل اليها عبر الرياح رسالة غضب .. ان ارجعى واختبئى تحت الثرى لا تاكلى ولا تشربى حتى تذبلى .. فلا مكان لكِ سوى هنا فلا تتمردى .. ولاتقاومى الرياح فهى اقوى واعنف مما تتخيلى .. كونى طائعة هادئة .. وسيرى على فى نفس طريقنا لاتتميزى... وهكذا هو الانسان .. ورقة فى مهب الريح.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;