استوقفتني عبارة لاحد المفكرين تقول " الم تساءل نفسك يوماً ما لماذا مواقع التواصل الاجتماعي مجانية.... لأنه ببساطة...عندما لا تدفع انت ثمن البضاعة...فاعلم أنك انت البضاعة".
الحقيقة انه يمكن اعتبار تلك العبارة تعريف جديد للشائعات والهدف من ترويجها...المقصود بها "نحن" لكي نتشكك في كل شيء...ولا نصدق أي شيء...وننتقد كل عمل إيجابي ونعظم كل خطأ او عمل سلبي حتى ولو لم يكن مقصوداً...المهم في النهاية ان نحدث شرخاً في العلاقة بين المواطن والوطن.... بين القائد والشعب.... بين الحكومة ومن يتعامل معها...
لم يجد اهل الشر من جماعات الكذب مؤخراً الا اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيطر على عقول 60% من شبابنا وهي بطبيعة الحال الفئة المستهدفة...لينشروا من خلالها اخبارهم الكاذبة ويبثوا سمومهم في عقول هؤلاء الشباب في محاولة لفقدان ثقته في قيادته ووطنه ويفقده الامل في ان يكون المستقبل القريب فيه خير له...وبالتالي يؤثر ذلك على ولاءه وانتماءه للوطن.
وتتنوع تلك الشائعات لتشمل معظم طوائف المجتمع فبعضها يتعلق بالمواد الغذائية كالبيض والأرز البلاستيكي اللذين يتم استيرادهما من الصين... وبعضها يتعلق بالأوضاع السياسية مثل مشاركة مصر في الصفقة الكبرى للقضية الفلسطينية... وبعضها يتعلق بالأوضاع الاقتصادية حيث شككوا في عدم قدرة البنوك المصرية على عدم سداد قيمة شهادات المواطنين الخاصة بالمساهمة في مشروع قناة السويس الجديدة في حين ان الاحتياطي النقدي وصل الى 44,225 مليار دولار لأول مرة في تاريخ مصر....
ومن هنا فإننا نرى ضرورة ان تتضافر جهود جميع مؤسسات الدولة...من اعلام الى تعليم الى دور عبادة الى ثقافة وذلك لنشر الوعي المجتمعي وثقافة المعرفة خاصة بين الشباب حتى لا يقع فريسة لحالة الفوضى التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي حالياً.
كذلك ايضاً لابد من ان تقوم الجهات المعنية بمواصلة جهودها لمتابعة شبكة الانترنت.
ان اهل الشر دائماً ما يبحثون عن أي أسلوب يستطيعون من خلاله احداث وقيعة او خلل في العلاقة الوطنية بين الشعب وبعضه من قيادات ورؤساء ومرؤوسين...الا اننا نراهن على وعى الشعب وصدق ولاءه وانتماءه للوطن وكفانا ما نراه حولنا من شعوب عربية مشردة ودول عربية مقسمة ومهدمة.
ولنتذكر دائماً تلك العبارة التي بدأنا بها حديثنا "انت الهدف" فكن على حذر دائماً وتلمس الحقيقة من اهل الحقيقة وليس من اهل الشر.
وتحيا مصر...