عندما يبكي الكبار

عندما يبكي الكبار

دموع الرجل كحبات لؤلؤ باهظة الثمن يحرص على الحفاظ عليها كحرصه على إبقاء قوتة وهيبته أمام الآخرين مما جعل بكاءه أمام الناس ضعفا فجعلته يحرص على مداراة مشاعر الحزن والألم عمن حوله قدر ما يستطيع حتى لو كانت بركانا ثائرا يموج في أعماقه

ولكن عندما يقسوي الزمان علي كبار السن من الرجال وتجدهم يبكون فأعلم أن الامر جلل وان القلوب تحملت ما لا تستطيع أن تتحملة الجبال وقد اصبح في هذا الزمان من الظروف الاقتصادية والاجتماعية ما جعلت الرجال يبكون في صمت فتسيل دموعهم علي الخدود كنيران من حميم او كامطارا في فصل الصيف تهبط علي الارض في سكون وهدوءغريب

واذا اقتربت من احدهم وهو يبكي لتسئله عما يبكية فستجدة ينظر اليك بعيون يملئها الحزن والالم ووجه انهكة الزمان وترك اثرة علية من التجاعيد التي استقرت عليه

وكانك تري خريطة من القسوة رسمت علي هذا الوجة الشاحب بدايتها الشقاء ونهايتها الانكسار حتي شفتاه لا تستطيع ان تتحرك لتخرج الكلمات فيسعفها اللسان فتتحرك ببطئ شديد وكانها لا تريد الحديث ولكن امتلأ القلب من الاحزان واذ لم يتكلم اللسان فسيخرج القلب من بين الضلوع ليشتكي من قسوة اعز الناس

علي هذا الرجل فاجبر اللسان والشفاة علي الكلام وبدأ الرجل يفضفض عما بداخلة فأخيرا وجد انسان يسمعة فيروي حكايتة قائلة ظلمني ابنائي وتعاونت معهم رفيقت عمري زوجتي واتهموني بالجنون ليتخلصون مني فادخلوني مستشفي الامراض العقلية

وكنت نزيلا لها لاكثر من 3سنوات وكل ذلك من اجل ان يحصلون علي ثروتي ولم يحضروا لزيارة في المشفي طوال فترة وجودي بها وعندما أمر الاطباء بخروجي من المشفي ذهبت الي منزلي فلم اجد احد فقد باعوا المنزل وسافروا الي الخارج ولا اعلم شئ عنهم وباعوا كل ما املك وانا الان اصبحت بلا سكن وبلا مأوي وانام علي الارصفة بعدما كنت رجلا من الرجال المحترمين فاجتمعت عائلتي وادخلتني مستشفي المجانين

وفي نهاية حديثة يتسال هذا الرجل المسكين لماذا اصبح الابناء غرباء والزوجة اصبحت اشد من ابليس دهاء وهل كل شئ مباح من اجل الحصول علي المال حتي ان نتهم الاب بالجنون هل هذا معقول

وعاد الرجل كبير السن في نوبة بكاء وامتنع عن الكلام وبدأت استرجع زمن الرحمة والاحترام عندما كان الابن يحترم اباه ويقدسة ولا يستطيع الجلوس امامة الا باذنة فلماذا تغير الوضع واصبح الابناء يتحكمون في الاباء بل وفي بعض الاحياء يدخنون السجائر امامهم والاكثر غرابة انك تجد بعض الابناء ينهرون ابائهم بابشع الالفاظ ويقولون لهم ما لا يستطيعون ان يقولون لفظا واحدا منه لزوجاتهم

ماذا حدث للمجتمع المصري فقد صدعتمونا بالحديث في الدين وانتم لم تفعلوا منه حتي القليل اين ذهب الاحترام فكان في الماضي احترام الكبير كالعباده اما في زمننا هذا لا نرى للكبير وقار وكانوا في الماضي يعتبرون ابن العم أخ واليوم نرى ابناء العمومه اعداء وكانت بالامس الاقارب عزوه واليوم الاقارب عقارب للاسف هذا هو واقعنا المرير انعدم فية كل شئ بدايتا من الاخلاق الي موت الضمير

 
 
 
 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;