"القدس الغربية والشرقية هي جزء لا يتجزأ من فلسطين التاريخية ولا حق بما يسمى بإسرائيل الوجود فيها وعليها الرحيل ليبقى العالم مستقراً وأمناً"
كنا نتمني أن نسمع هذا التصريح من حاكم عربي أو مسلم ولكنه للأسف من
(كاليندا جاربار) رئيسة كرواتيا
المرأة الفولاذية التي غيرت خريطة كرواتيا من بلد يعاني من آثار وتبعات حرب أهلية إلي بلد متقدم اقتصادياً
"كاليندا جاربار" تمتلك من القوة والجرأة والشجاعة ما يفوق الوصف جعلنا نحن العرب نخجل من أنفسنا ونمقت حكامنا.
عرفناها في مونديال روسيا في غرفة ملابس المنتخب الوطني الكرواتي بإطلالة مبهجة تهنئ منتخب بلادها بعد فوزه علي روسيا البلد المضيف وتأهله لدور نصف النهائي كانت تؤازر منتخب بلادها بكل عفوية وبساطة وتلقائية.
سافرت الى روسيا لتشجيع منتخب بلادها من مالها الخاص دون أن تكلف الدولة مليماً واحداً وكانت تفضل الجلوس وسط الجمهور الكرواتي لولا تصميم المسئولين الروس علي جلوسها في المنصة الرئيسية.
وبنفس البساطة استطاعت القضاء علي الفساد بمعادلة بسيطة بدأت بنفسها
خفضت راتبها الى (30%) لتتساوى مع مرتبات عامة الشعب الكرواتي ولتخفيف الأعباء عن كاهل الشعب الكرواتي
ألغت الضرائب على محدودي الدخل،
وباعت طائرتها الرئاسية الخاصة و35سيارة مرسيدس لنقل الوزراء
وأودعت عوائدها لصالح خزانة الدولة.
رفضت بكل قوة الإستدانة من البنك الدولي وكان تصريحها الشهير :لن نقترض من البنك الدولي ولومتنا جوعا"ً كما تصدت المرأة الحسناء لمحاولات بيع وتخصيص مؤسسات القطاع العام الإستراتيجية ،ولكي توفر العملة الصعبة لبلادها قلصت سفارات وقنصليات بلادها في الخارج وألغت علاوات وحوافز الوزراء والسلك الدبلوماسي.
بحثت عن موارد الدولة ،أغلقت حنفية الفساد ،استنهضت الهمم ،أثارت حماسة شعبها ،وعندما دعتهم للتقشف بدأت بنفسها فالناس علي دين ملوكهم فكانوا طوع بنانها فساندوها في كل قراراتها فكان الشعب ظهيرها، لذلك لفتت أنظار العالم لمنتخب بلادها وتحول قطاع عريض من المشجعين في مشارق الأرض ومغاربها إلي تشجيع المنتخب الكرواتي فقد وجد فيه ضالته المنشودة وجد فيه الحلم والأمل والطموح والعزيمة والإصرار يقدم كرة جميلة تشبه جمال ملكة جمال رؤساء وملوك العالم كاليندا جاربار...