إن صحت الصورة فهي لطفل عراقي يسير على أنبوب من البترول الذي ينقل الغاز من بلاده إلي الخارج يحبث ذلك المسكين عن شئ قديم يبيعه لكي يتقوت به أو يسد به رمقه . وهو لا يدرى أنه يسير على كنز لو أخذ نصيبه منه لأصبح من اغنياء الناس ووجهاء القوم ولو أن هناك بقية من عدالة أو ضمير لكان هذا الطفل منعماً في بيته يعيش طفولته بأمانٍ دون أن يكابد مرارة البحث عن لقمة العيش وسط ركام الحياة المليئة بغبار الظلم وعفن الأحداث المتتابعة عليه. ولكن ألتمس لك العذر فليس في القوم محمداً صل الله عليه وسلم لكى يطعمك بيديه ويقضى لك حاجتك.
وليس فيهم أبو بكر لكي يرعاك كما كان يرعى العجوز الضريرة ويتعدها كل يوم بإطعامها ونظافة بيتها وهو خليفة المسلمين كافة. وغاب أيضا يا صغيرى عمرُ حتى يقسم لك من بيت مال المسلمين ومضى يا ولدى زمان موسى والخضر حتي يقيما لك جداراً يحفظ مالك وثروتك حتي تكبر فتجدها. إنما هو زمان الفساد فى ابهى صوره والرشوة فى عنفوان شبابها والظلم سيدُ الموقف.
تخرج لكي تبحث عن لقمة عيشٍ حافياً عرياناً حتى اذا ما كبرت وسخطت على المجتمع وطالبتهم بالعدالة الاجتماعية وفي ابسط حقوقك من مأكل ومشرب وملبس وصموك بالأرهابى الذى يهدد العالم ويحمل على بطنه الاحزمة المتفجرة ويقتل الأبرياء ولكن نسوا أن البراءة هي سمتك والحب ديدنك.
لذلك دعك منهم واستكمل سيرك أيها الإرهابي الصغير فلو أنك تعير هذا الكنز إهتماماً لما وطئته بقدميك العاريتين وجعلته تحتك. لا تنظر أسفل منك فإنما هو ثرى ولكن إنظر إلى السحاب حيث يوجد الثُريا. ربما حرموك حقك ونهبوا ثروات بلادك تحت مسميات الحرب على الأرهاب ونزع الأسلحة النووية ولكنهم لم يسلبوك إرادتك ألتى تنحت الجبال وتحفر في الصخور بحثاً عن قوتك فكن أنت الصقر الذى يهابه الصيادون ولا يقدرون عليه إلا بعد أن ينصبوا له الفخاخ ويخشون رؤية عينيه التى لا تنسى خصومها. ودعهم يتغنون بحقوق الأطفال في محافلهم وكأنك لست منهم فحقاً أنت لست منهم بل أنت سيدهم.