قد يعتقد البعض منا او ربما الاغلبية ان زمن العبيد قد ولى الى غير رجعة وظن المجتمع انة تخلص من العبودية وان اسواقها قد اغلقت ابوابها ولا يوجد ما يباع أويشتري في تلك الأسوق وظن الجميع ان اسواق العبيد لم يعد لها وجود في عالمنا ولكن أخطأ من ظن ذلك فمازال العبيد يباعون و يشترون في اسواق الحياة نعم انهم تحرروا من عبودية الجسد وان يمتلكهم ملك من ملوك الارض ليكونوا عبيدا له ليصبحون عبيدا من طرازا فريد يواكبون عصرنا الجديد فقد اصبحت العبودية بالاختيار فهم يختارون لانفسهم عند من يستعبدون فتجد منهم من يكون عبدا للمال واخر عبدا لامرأة واخر عبد لابنائة واخر عبدا لقول الزور واخر اختار ان يكون اعلاميا كاذبا واخر اختار ان يكون منافقا فجميعهم اجتمعوا علي ان يكونوا عبيدا باختيارهم فكلا منهم اختار ما يريد بكامل ارادتة وليس غريبا ان تجدهم يورثون ابنائهم عبوديتهم فمثلا ابن عبد المال يصبح عبدا بشكل تلقائي للمال و لا يحصل على حريته مدي الحياة لانه اختار ان يجمع المال ويكون عبدا له
ومن عبيد المال الي عبيد النساء فهناك في مجتمعنا للاسف الشديد نساء يستعبدنا الرجال وما يدهشك ان الرجال مستمتعون بذلك فتجدهم ينفذون كل امرا يؤمرون بة والغريب انهم علي استعداد تام ان يغضبون والديهم علي ان لا ينفذون امر من اوامر زوجاتهم وكأنهم حلقوا لان يكونوا عبيدا لديهنا فهؤلاء يطلق عليهم المجتمع اشباة الرجال لانهم اصبحواعبيدا لزوجاتهم ولو عادت اسواق العبيد من جديد وفتحت ابوابها وتم عرض عبيد النساء للبيع لن يساوي شيئا ولن يرتضي احدا بشرائهم لان نسائهم كانوا قوامين عليهم فهل بعد ذلك شئ يحمي وجوههم من الخجل سوي الموت
وننظرفي سوق العبيد الكبير والتي لا تستطيع عيناك ان تري كل مافية لنجد نوعا اخر من البشر وجوههم سوداء وشفاههم الزرقاء تعبر عن هويتهم فمن يراهم يمشون بجواره في شوارع الحياة ولا يعرفهم فنعرفه بهم فهؤلاء هم عبيد المخدرات سواء من الرجال او النساء وتجد هذا النوع من العبيد يبيعون كل شئ يبيعون كرامتهم و انسانيتهم ويبيعون حرمت بيوتهم من اجل ان يحصلون علي المخدرات وهذا النوع من العبيد ليس بجديد علي المجتمع فلا غرابة ان نجدهم في كل زمان ومكان وكأنهم خلقوا ليذكرون بقدرة الشيطان علي معصية بني الانسان
فهذا مشهد من مشاهد الحياة يا سادة التي اصبح فيها كل انسان عبدا الي ما يريده وما يحبة واصبحت الاشياء تمتلكنا ونحن لا نمتلك حريتنا لاننا رغبنا ان نمتلك الدنيا بما فيها فاصبحنا عبيد لها و لشهواتها ونسينا اننا مهما عشنا لابد ان نترك ما احببناه فكم من صديقا لنا ترك الدنيا وكان لدية من الامنيات والاحلام التي لم تحقق وعصف بها الموت فنحن يا سادة لم نخلق من اجل ان نعيش عبيدا في تلك الحياة ولابد ان نعود الي حريتنا التي خلقنا الله عليها ولا نجعل متاع الدنيا وشهواتها تستعبدنا