لعل ما أبهر الناس هو جنون (السياسى) وتعاطيه مع الأحداث من زواية واحدة ، مما جعل كلمة الجنون التى تلبسه ذات ملول عامى أرغم الجميع على نقطه. ومن الحماقة أن تصف المجنون ( بالسياسى) والعكس ! فالجنون فى السياسة يعنى المغامرة ، ولكن الحماقة تؤدى إلى تسلل أركان البركان ليصل إلى هدفه بطرق متلوية. فالقلق النفسى الذى يظهر عليه أفقده صوابه فى كثير من التعليقات والأحداث ، ومنها ( تفرده) فى اتخاذ القرارات ويكيل اللكمات لكل من يخالف رأيه مع استمراره فى انفرادية حل المسائل المتعلقه التى يجب حلها.
وفى علم السياسة :"للسياسة منهجان ممكنان ، إما أن يصدر المرء عن المبادئ العقلية ليحكم على الأحداث وينظمها ، وأما أن يقف عقبة فى تفسير الأمور تفسيرا سليما. وإن للعقل البشرى قدرة على التعايش ومقاومة الخطر وضبط معايير يتعرف فى ضوئها على المخالف للعرف السياسى ، وتعبر السياسة عن شكل منطقى يحدد الأسباب ليصنع لها القرارات وتحمل المسؤولية. وبالرغم من وجود المشكلات فى واقعنا تتمثل فى عدم ضبط السياسى إيقاعه بشكل منتظم ،ويتعامل معها بانفرادية ، مما يدعونا لتحمل مسؤولية اتخاذ القرار فى ظل جنون أهوج منه.