وبذلك تتفاقم المشكلات وتزداد تعقيدا ،فبتحليل بسيط لحالات الهياج الإعلامي والجعوريه والتطاوليه والأصوات العالية التي تتبع أي مشكله فنجدها لا تتناسب مع النتائج المحققة المرجوة من هذا الهياج والصياح الذي ينتقل لجميع وسائل الإعلام
فما حدث في كأس العالم لكرة القدم ماهو إلا مثال بسيط لطريقة التفكير المصريه وطرق حل المشكلات فالدنيا تقوم وتقعد والكل يتحدث والأحداث تزداد سخونه ويقوم الجميع بالتراشق والتخوين والإتهامات بالسرقه والعمالة وغيره في مشهد يتكرر يوميا مع كل المشكلات وذلك لغياب الجهات التي تقوم بالرقابة والمتابعة والمحاسبة فيلجئ الجميع لمناشدة رئيس الجمهورية للتدخل وكذلك الجهات الرقابية المتمثله في جهاز الرقابه الإدارية والذي يتحمل في هذه البلاد مايقال عنه يتحمل حمل بعير في سيناريو لايتغير منذ عهود مع إننا من المفترض في مرحلة إنتقاليه لنصبح دولة مؤسسات
ودائما نصل إلى الطريق المسدود نتيجة رؤيتنا التي لا تتناسب مع حل المشكلات ، التي لانعرف أسبابها لكي يتم حلها .
فبنظره بسيطه للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم وبإستثناء محمد صلاح الظاهره الإبداعية التي تمثل الإستثناء في التقيم لأنها موهبه فطريه يدعمها توفيق من الله لتكون رساله يجب أن نتعلم منها
ونعود لمستوي اللاعبين فنجد أن مستواهم التعليمي والثقافي هو نتاج منظومة التعليم المتدنيه والتي لاتقدم معايير للقيم المجتمعية ولا قيم كالإنتماء وحب الوطن والغيره عليه مثلهم مثل جميع الطلاب المصريين الذين أصبحت معايير التفكير لديهم هي الغنا والأضواء والمال باي طريقه وباي سبيل فليس لديهم المخزون القيمي الذي يساهم في تقديم المصلحه الوطنية عن المصالح الشخصية وتعزز قيم الغيره على الوطن والعمل على التضحية من أجله ،
فتجدهم في الملعب لايمتلكون اي نوع من الإبداع أو القدره علي المبادرة والتغير بل تجدهم في حاله من الاستسلام والتخاذل كنتيجه طبيعيه للمستوي الذي وصل إليه المجتمع من سوء التعليم والثقافة ومنظومة القيم فهم من قلب المجتمع ومرآه لما وصلنا إليه ، هذا بجانب المنظومه الفاسده للرياضه والإتحادات الرياضيه والتي أنتشر بها الفساد المالي والإداري في غياب وزارة الشباب والرياضه فكلها منظومات لا يمكن فصلها عن بعضها ،
وهذا يبين مدي الصعوبة التى تواجهها الدوله في محاربة الفساد والفاسدين ، فمجهودات الدوله في محاربه الفساد تحتاج إلى خطوات اكبر وأعمق في التشديدعلى عقاب المفسدين وان تتكاتف جهود كل مؤسسات الدوله في ذلك ،
لا أن نري مسئول كبير بالدوله يلتقي وزير سابق هو جزء كبير من مأساة الحياه الرياضيه في هذا البلد الكبير ليقدم له الشكر على ماقدم وما نجني ثماره الآن في وطن يعاني فيه المواطنين كل يوم من مشكلات بسبب الفساد والفاسدين ، حتي الرياضه التى تعتبر المتنفس الحقيقي للشعب لم تخلوا من الفساد ،مع شعب على درجه عاليه من التذوق والوعي والفهم والإحساس بمن يخدم هذا الوطن فإنقلاب الجمهور علي المنتخب ولاعبيه ماهو إلا مؤشر لفهم هذا الشعب
ومدي حبه وعشقه لهذا الوطن والحزن على المستوى المتدنى لفريقه القومي الذي يعتبر سفيرا للشعب المصري في هذا المحفل الدولي ، ويتضح مدي قدرة هذا الشعب علي التذوق والفهم عندما دافع عن الفريق في مباراته الأولى مع الأوروجواي برغم هزيمة الفريق
فالهزيمه كانت مشرفه لان أداء اللاعبين كان علي مقدار المسئوليه وقدم اللاعبين كل مالديهم فتكون النتيجه بعد ذلك من عند الله ، ولكن التخاذل وإفتقاد الروح والاداء في المباريات التاليه هو سر الغضب الكبير نتيجة الفهم للإختلاف ،
والخلاصه نري أن ما يحدث هو رساله من الشعب للدوله ككل مفادها أن من يحسن الأداء فالشعب يناصره حتى وإن لم يحقق المطلوب ، ونفس الشعب لم يترك من يتلاعب بمقدراته ويستهين بفكره فهو دائما بالمرصاد لمن يتلاعب بمقدرات هذا الوطن العظيم .