كوريا الجنوبية واجهة جديدة للهجرات واللجوء السياسي للعرب

كوريا الجنوبية واجهة جديدة للهجرات واللجوء السياسي للعرب

واجهه جديدة لمئات اليمنيين الذين تقطعت بهم السبل في عالم اللجوء والهجرة ،
إنها جزيرة نائية بالقرب من الساحل الجنوبي لـ كوريا الجنوبية تُعتبر منتجعاً يرتاده السياح للغطس ولعب الغولف وتناول وجبات الأحياء البحرية .

والقصة الأوسع التي تتكشف بجزيرة " جيجو " هي ما اعتاده أناس كانوا يبحثون بيأس عن ثغرات أو دروب غير مطروقة بالكرة الأرضية للعثور على مكان يرغب في استضافتهم .

إنها نفس قصة الأفارقة الذين يصلون الحدود المكسيكية الأميركية بعد رحلة برية من البرازيل ، والسوريين الذين يصلون شواطئ اليونان ، أو الإيرانيين الذين يصلون جزيرة ناورو بـ المحيط الهادي .

هذا ما ورد بتقرير لصحيفة واشنطن بوست عن وصول أكثر من خمسمئة يمني خلال الأشهر الأخيرة إلى جزيرة جيجو الكورية قادمين من ماليزيا ، مسببين مأزقاً لسول التي وجدت نفسها في مواجهته فجأة .

حتى الربيع كانت الجزيرة بين الأماكن القليلة في العالم التي لا تطلب من اليمنيين وكثير من الشعوب الحصول على تأشيرة دخول ، ولذلك وصل قليل من اليمنيين إليها خلال السنوات القليلة الماضية ليطلبوا منحهم حق اللجوء .

وتوقفت الجزيرة عن منح اليمنيين تأشيرة دخول عند وصولهم إليها بأعداد كبيرة الربيع الماضي على متن رحلات مباشرة مخفضة السعر من ماليزيا التي تمنحهم هي الأخرى تأشيرة دخول لدى وصولهم إليها .

توافد يمني كبير والحكومة الكورية تتدخل :-
في مايو 2018 وصل عدد كبير من المواطنين اليمنيين إلى جزيرة جيجو في جنوب كوريا الجنوبية ، وقال مكتب الهجرة في جيجو إن عدد طالبي اللجوء من الصين واليمن وغيرهما بلغ 369 شخصاً في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري وبلغ عدد طالبي اللجوء من اليمن 90 شخصاً أي 24.4% من إجمالي عدد طالبي اللجوء ، بحسب وكالة "يونهاب" .

واتخذ المكتب إجراءات الحذر مع وصول 76 يمنياً في دفعة واحدة إلى الجزيرة بطائرة من ماليزيا في يوم 2 مايو ، حيث اشتبه في أن هدف زيارتهم إلى جزيرة جيجو يتمثل في الإقامة مثل تقديم طلب اللجوء ، وسجل عدد طالبي اللجوء في جيجو 318 شخصاً و227 شخصاً و295 شخصاً و312 شخصاً من عام 2014 إلى 2017 على التوالي .

التدفق اليمني الكبير نسبياً مقارنة بالسنوات الماضية بسبب ما يحدث لهم وسط صمت عربي ، هذا ما دفع الحكومة الكورية لمنع دخول اللاجئين من أصول يمنية الى أراضيها دون تأشيرة دخول وقالت وكالة "يونهاب" الكورية إن اللاجئين اليمنيين خلقوا أزمة في جزيرة جيجو الكورية حيث تزايدت أعدادهم مؤخراً بصورة أربكت معها إدارة الجزيرة حين تقدم 519 منهم بطلبات لجوء سياسي ؛ وأدرجت كوريا الجنوبية اليمنيين ضمن قائمة الممنوعين من دخول جزيرة جيجو السياحية دون تأشيرة دخول ، ما أثار أزمة على خلفية العدد الكبير للاجئين اليمنيين الموجودين حالياً على هذه الجزيرة .

لكن الرئيس الكوري الجنوبي لم يتوقف عند قرار الحكومة الذي اتخذته ضد القادمين اليمنيين وأمر الرئيس الكوري الجنوبي ، مون جيه السلطات المعنية في الجزيرة بضرورة دراسة قضية اللاجئين اليمنيين في جيجو وحلها ؛ وقال المتحدث باسم القصر الرئاسي ، إنه تم إدراج اليمنيين ضمن قائمة الدول الممنوع دخول رعاياها إلى جزيرة جيجو بدون تأشيرة ، وسيبدأ تطبيق ذلك بداية من يوليو القادم .

ويأتي جميع اليمنيين إلى جيجو على أمل أن تكون محطة قصيرة إلى العاصمة سول ليطلبوا من هناك الحصول على حق اللجوء ، لكن السلطات سارعت ومنعتهم من مغادرة جيجو .

وفي الوقت الذي لا تفرض كوريا الجنوبية التأشيرة على عدد من الدول العربية كالمغرب وتونس ومصر ودول الخليج ، لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تتعامل بشيء من الصرامة مع الدول العربية الفقيرة وذلك بطرح أسئلة كثيرة على مواطني هاته الدول مثل كشف الحساب البنكي بل أن العديد من المسافرين تم إرجاعهم من المطار إلى بلدهم الأصلي بمبرر أنهم راودتهم شكوك بأن هذا المسافر ينوي الإقامة في كوريا .

ولكن لا يعدم الإنسان الحيل التي تسمح له بالحصول على فرصة تقديم طلب اللجوء إلى كوريا الجنوبية وذلك من خلال السفر إلى إحدى الدول الآسيوية وبعد ذلك يمكث في أحد فنادقها الرخيصة لمدة 5 أيام أو أسبوع ، وستكون تلك فرصة لاستكشاف ذلك البلد ، بعد ذلك يمكنه حجز طائرة من ذلك البلد الآسيوي نحو العاصمة الكورية سيول .

عند وصوله إلى مطار سيول سيكون في جواز سفره أختام دخول إحدى الدول الأخرى ما يسهل حصوله على التأشيرة ودخول كوريا لمدة 30 يوماً وعندما تقترب التأشيرة من الانتهاء يمكن الذهاب إلى أقرب مكتب للأمم المتحدة وطلب اللجوء عندهم .

أما اللجوء فيتجدد في كوريا الجنوبية كل سنة أو 6 أشهر وحالياً قاموا بتقليص المدة إلى 3 أشهر ، بعد ذلك يصبح للاجئ الحق في البحث عن عمل ، والوظائف العادية للعمال موجودة بكثرة والأجر في أضعف حالاته لا ينقص عن 70 إلى 80 دولاراً في اليوم الواحد بالإضافة الى أن أغلب المهن توفر وجبة الغذاء على الأقل .

وهنا ناتي للمصريون وبحثهم عن البديل :-

ومع التشديد الأوروبي على اللاجئين ودخول ألمانيا والاتحاد الأوروبي في شراكات أمنية مع النظام المصري من أجل منع زحف اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا بات من الصعوبة بمكان دخول المصريين كلاجئين إلى أوروبا بسبب تعقيد الإجراءات الأمنية والمطالب الصعبة .

وسبق أن قامت السلطات الألمانية بترحيل مجموعة من المصريين على خلفية انتهاكهم لمتطلبات الإقامة ، بعضهم من طالبي اللجوء السياسي ، المسؤولون المصريون قالوا إن نحو 100 مواطن مصري تم ترحيلهم وإن تسعة منهم كانوا قيد الاحتجاز تم تسليمهم للجانب المصري دون جوازات سفر ، وتعد عملية الترحيل هذه هي الأكبر من نوعها في تاريخ وقائع مشابهة جرت بين البلدين ، لكن وزارة الداخلية الألمانية أقرت بترحيل تسعة فقط من المصريين ، وهذا ما ورد عن صفحة عربي .

وتسعى ألمانيا إلى تفعيل سياسة هجرة أكثر تشدداً بعد استقبالها أكثر من مليون لاجئ بين عامي 2015 و 2016 ، معظمهم من تمزّق بلادهم الحرب مثل سوريا وأفغانستان والعراق، ما أثار ردود فعل واسعة لدى اليمين المتطرف .

كل ذلك دفع الكثير من المصريين للسفر إلى كوريا الجنوبية وطلب اللجوء السياسي هرباً من الأوضاع السياسية وتعثر الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار المتزايد مع قله الدخل الفردي وكثرة الضرائب التي تفرضها الدولة ومؤسساتها الحكومية علي المواطنين في مصر .

يذكر أن عدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي في عام 2017 انخفضت مقارنة بعام 2016 ، ووفقاً للبيانات الواردة من وكالة الإحصاءات الأوروبية يوروستات ، انخفض عدد الطلبات المُقدمة لأول مرة بنسبة 54 في المئة في الربع الثاني من عام 2017 مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2016 .

وهنا نقف لطرح عدة أسئلة ، 
متي سيتحد العرب ؟ 
والي متي سيظل الشتات والتفرق سائد بامتنا ؟؟ 
وهل سيأتي الوقت التي تتحد فيه الشعوب العربية معا ؟؟؟ 
والسؤال الأهم _ متي نكون أُمة ؟؟ !!! ؟؟

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;