بعد الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين والسولار استوقفني أحدهم :ينفع كده ياأستاذ محمد الريس عمال يحط علينا بالجامد وكله ورا بعضه هو ليه الريس مش حاسس بينا إحنا الناس الغلابة إللي انتخبناه ووقفنا معاه وساندناه؟
في كل مرة كنت أوصيه بالصبر وكلمتين حلوين من نوعية إن شاء اللة حاتتعدل حاتبقي عال ،عدينا السنوات العجاف وداخلين علي سنوات الخير والرفاهية، إن شاء اللة سنحصد مازرعناه ،أما في هذه المرة فتجمدت مكاني فلم يكن لدي ماأقوله أنا نفسي أحتاج لمن يواسيني فقد كنت أناصر مصر وجيش مصر ومؤسساتها وأناصر الأمن والأمان والاستقرار في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي مثل هذه الحوارات كنا نتشدق بأكلاشيهات ووالله عن قناعة من نوعية "حتي لانصبح مثل سوريا والعراق" بالإضافة لفزاعة أخري التي صارت إسطنبة لكل السيساوية وهي أيضا حقيقة "نحن في حالة حرب علي الإرهاب ولابد أن نكون جميعاً في خندق واحد في مواجهة الإرهاب حتي تتطهر مصر منه" الآن توحش الفساد وصار أقوي من الإرهاب وغول الأسعار يلتهم السواد الأعظم من الشعب المصري ينهش جسد الفقراء يطحن عظامهم ومن نجا من الإرهاب ُيقتل بسيف الفساد والغلاء في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها الرقابية وحكومات مرتعشة فشلت في ضبط الأسعار ومعظم الملفات التي عالجتها.
سيادة الرئيس هل لديك مستشارون اقتصاديون بَصروك بالعواقب الوخيمة لهذه القرارات الاقتصادية أشك...
سيادة الرئيس هل تقدم لك الأجهزة السيادية تقارير وردية عن الشعب المصري إن كان كذلك فتلك مصيبة وإن كان غير ذلك فالمصيبة أكبر وأفدح...
سيادة الرئيس هل الإصلاح الاقتصادي من وجهة نظركم يتمثل في رفع الدعم فقط والهرولة للحصول علي القروض بشراهة؟
سيادة الرئيس الدولة التي تقرر رفع الدعم عن بعض السلع تفرض حزمة أمان اقتصادية وشبكة ضمان اجتماعي لحماية محدودي الدخل فهل قمتم بذلك سيادة الرئيس؟
سيادة الرئيس لماذا يتحمل الفقير فاتورة الإصلاح الاقتصادي وحده دون غيره؟
سيادة الرئيس ماهي الدول التي نجح معها صندوق النقد الدولي وأقالها من عثراتها الاقتصادية حتي نرتمي في أحضانه بهذا الشكل وننفذ تعليماته دون تفكير؟
سيادة الرئيس يُحسب لكم أنكم أنجزتم أكثر من 11,000مشروع تنموي في ولايتكم الأولي ولكن أين عائد هذه المشروعات علي المواطن المصري البسيط؟
سيادة الرئيس أيهما أجدي الاستثمار في الحجر أم البشر؟
سيادة الرئيس أذكرك بالرئيس السادات عندما حاول رفع الدعم خرج عليه الشعب المصري في مظاهرات حاشدة فتراجع السادات عن قراره ،وماحدث في الأردن ليس عنا ببعيد، فحذاري من ثورة الجياع التي ستقضي على الأخضر واليابس...
أيها الجنرال قف مكانك وراجع قراراتك واحترس فالسيارة تدور للخلف .