الغني ينام علي وسادة من ريش النعام والفقير يحلم بكسرة خبز

الغني ينام علي وسادة من ريش النعام والفقير يحلم بكسرة خبز

الفقر ظاهرة مهمة فلا تخلو أي دولة منها سواءً كانت متقدمة أو نامية ، وهي قضية مألوفة ومتناولة من حيثُ إنها ظاهرة اقتصادية واجتماعية لجميع الشعوب والحضارات . إن المعاني التي تدّل عليها كلمة الفقر، هي : النقص والحاجة ، وكلاهما يؤديان بالإنسان إلى الذل والانكسار الذي يتسلل للنفس ثم يتحول الي مجرم قاتل او تاجر مخدرات او سارق وغيرها الكثير . الفقر للإنسان وللشعوب كالمرض ، والغنى بالمال كالصحة ، وهما مقدران من عند الله ، فإذا أراد المؤمن الغنى يسّره الله له ، وإذا أراد الفقر يسره الله له ، وأصل القضاء عند الله لا ينافي جزيئاته ، فقد يكون العبد غنياً عند الله لكن بعد أن يمر بمراحل من فقر وعذاب واحتياج ، وقد يكون فقيراً بعد أن يمر بمراحل الغنى ، والغنى ليس ممدوحاً لذاته ، والفقر ليس مذموماً لذاته . فالبشر عموماً والمسلمين خصوصاً يعلمون أن الغنى والفقر بيد الله ، وقد يكون الفقر للإنسان خيراً بعكس الغنى الّذي ربما يكون للإنسان شراً ، لكن اليأس الذي يجثو على صدور بعض الفقراء يدفعهم إلى التفكير بأي وسيلةّ تدرّ عليهم المال ، وعند عدم القدرة على جلب المال يبدأون في التمرد وطرح الكثير من الأسئلة التي يوسوس لهم الشّيطان بها ، ويبدأون في التّخيلات والتحليلات التي لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً وصعوبة . فمن الأمثلة الكثيرة التي تتبعها أسئلة أكثر تدور في خلد أغلب الفقراء حيث الوجوه البائسة والأقدام الحافية والأطفال الذين يصرخون من شدة الجوع ، والرجال الذين بلغوا من الكِبَرِ عتياً ينتظرون من يدق أبوابهم من أجل إعطائهم لقمة العيش ليتابعوا ما تبقى لهم من حياة ،ومن يتسولون بلشوارع تلك المشاهد التي تتكرر كل يوم ، هل أصبح الفقر قدراً مكتوباً علينا ؟ أم أننا خلقنا فقراء ، ولا نستطيع تغيير ما خلقنا عليه ؟ لماذا ينام الغني على وسادة من ريش النعام؟ والفقير يحلم بكسرة خبز ؟ كل هذه التساؤلات يطرحها الفقراء الذين يبحثون عن حل لما يمرون به . الفروقات بين الأغنياء والفقراء قد أصبحت شديدة الوضوح ، والحقيقة أن المسافات بينهما قد أصبحت أكبر بحيث يزداد الغني غناً والفقير فقراً والغريب في الأمر أن الطبقه الوسطي ليس لها وجود وذلك لا يعني قلة السلع الاستهلاكية ، بل العكس يشهد العالم وفرة في الغذاء كما يشهدها الآن ، ويرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجي الكبير الذي يزداد كل يوم ، و الفقر موجود في كل الشعوب ولكن بنسب متفاوتة كأنه من خصائص كل مجتمع ، إلا أن الفرق يبقى في درجة الفقر ونوعية الفقر ونسبة الفقراء من كل مجتمع ولا نستطيع التخلص منه لأنه موجود منذ زمن حتى قال عنه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه ' لو كان الفقر رجلاً لقتلته ' ولكن لم يعد رجلاً بل أصبح امرأةً وطفلاً لأن حالة البؤس التي وصلنا إليها قد شملت الجميع . إن القضاء على الفقر لا يمكن أن يكون بضربة عصا سحرية ، فالأمر يتطلب اتخاذ تدابير على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمر يتطلب من جميع الحكومات وجميع الناس أن يفكروا ويقرروا ويعملوا معاً لمكافحة الفقر ومساعدة الفقراء. ربما لا نستطيع التخلص منه ولكن يمكن الحد منه من خلال وسائل معينة ألا وهي : أن يكون المواطن صاحب مبادرة من خلال البحث عن مصدر للعيش ولو بشيء بسيط ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ' لأن يحتزم أحدكم حزمة من حطب ، فيحملها على ظهره فيبيعها ، خير له من أن يسأل رجلاً ، يعطيه أو يمنعه' . الصدقةُ : تساعد الفقراء ، تزيد الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ، و تَجبُر ما كان فيه من نقص وخلل ، وعلى كل مواطن النظر بعين الرأفة والرحمة إلى الفقراء داخل قريته او مركزه او محافظته و محاولة التكفل والاهتمام بأسرة فقيرة واحدة ، والعمل على فتح مشاريع صغيره يكتسب منها رزقه بدلا من التسول والاحتياج فيجب علي الساده المحافظين او المسؤلين او ممن يمتلكون المال بدلا من ان ينفقها علي الاعلانات كما نري اكفل فقراء لبي لهم احتياجاتهم كن سببا لبث السعاده علي وجوههم بتوفير مصدرا يتعايشون منه . كما يجب على ضمائرنا الصحوة من غفلتها لأن الفقراء عندما لا يملكون دفع الثمن نقدا يضحون بصحتهم التي لا تقدر بثمن ؛ فمن بلاد الفقر أتى العظماء والى المعالي صعدوا .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;