من نافلة القول ان حكومة الاتراك ابتدأت بناء سد اليسو منذ عام ٢٠٠٦ ومن المؤكد انها لا تعمل بالخفاء او تحت جنح الليل وليس من المعقول ان يخفى مثل هكذا انجاز مهم بالنسبةللدولة التركية بقيادة اردوغان على اعتبار انه يضاف الى حسنات الفريق الحاكم بزعامته ويعتبر نقطة اضافية على خصومه في انتخابات الرئاسة في المستقبل فمن المؤكد ان( وسائل الاعلام) قد تناولت هذا الحدث من قريب او من بعيد واشارت الى منافعه واضراره حيث يعود عليهم باحياء الاراضي الزراعية واحتياطي هائل من المخزون المائي الصالح للاستخدام بغض النظر
عما يجري على مناطق مصب نهر دجلة من اهل العراق وما يلحق بهم من اضرار مادية وبؤس ونقص في سد الحاجة الضرورية للحياة ولبقاء الجنس الانساني فضلا عن الحيوانات والمزروعات ومما لا يقبل الشك ان الحكومة العراقية لديها وزارة تخطيط ووزارة موارد مائية تضطلع كل واحدة منها بالاعداد للسبل الكفيلة بخلاص البلد من الازمة المرتقبة بعد انتهاء انجاز السد الانف الذكر لكن الامر الغريــــب والعجيــــب ان هاتين الوزارتين وعلى راسهما رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية لم تتخذان اية اجرآءات احترازية لمواجهة هكذا معضل من الامور
والوقوف على حل جذري لِكارثة انسانية مفادها موتٌ او حياة من انشاء سدود وتوفير احتياطي وبث برامج اذاعية عن ترشيد استهلاك المياه وتحسين استخدامها
لم تهتم بالامر بالقدر الذي اولته لداعياتها الانتخابية قبيل الانتخابات وما اغدقته على ماكناتها الاعلامية من مليارات الدولارات لتلميع صور اشخاص اضاعت العراق ونهبت ثرواته وعاشت متطفلة على خيرات شعب قدره المعاناة والالم ما ان يخرج من حرب حتى يلقى الى لهوات اخرى من الحرب الايرانية الى الكويتية الى الحصار والحرب الامريكية الاخيرة التي بفضلها سقط الصنم والحرب الطائفية وداعش وظل الشعب منهك القوى
اجمتعت مصائب تفل الجبال الرواسي والى هذه اللحظة منذ ستة عقود او اكثر ما قر لهذا البلد قرار كباقي شعوب العالم دائما هو في مخاض عسير نعم جاءت الانتخابات البرلمانية 2018 ولم تكن نسبة المشاركة من اباء العراق مرضية حيث كانت خجولة رغم ضخامة الدعايات وكثر التطبيل ومرت ايامها واكتشف فيها المثير من التزوير والخروقات وبين لغط التكتلات والقوائم ومن ربح ومن سقط وبين اصدار البرلمان الغاء تصويت الخارج وتظاهر الخاسرين على ابواب الخضراءتشكيكا منهم بنزاهة العملية الانتخابية واضطرابات على تقاسم وزارات بلد الفرهود تُفجُر قنبلة
(اشاعة الجفاف )
لصرف انظار الجماهير عن تفاهة المؤامرات وما يمكن ان يتم الاتفاق عليه من بيع وشراء ووتبادل وعطاء وتقاسم القواسم من تركة الحواسم ممن بيدهم الحكم الذين يعبّون المال العام والمناصب عباً وينهبون البلاد لصالح الغير نهباً وبما ان طبيعة الواقع العراقي هشة ومضطربة وغير مستقرة فهي ارضية مناسبة جدا للاشاعات اذ ان البيئة القلقلة
هي اكبر عامل مساعد لانتشار الاشاعات وخصوصا اشاعة الخوف التي تنشط في هكذا ظروف لارباك معنويات المجتمع العراقي الغاضب من سوء الاداء الحكومي منذ _2003والى هذه اللحظة حيث ان الحكومات المتعاقبة لم تعالج مشكلة واحد ولومسألة الكهرباء التي ظلت عصية عليها فضلا عن الماء والخدمات والواقع الصحي المتردي والتعليم والبطالة وجيوش الايتام والارامل والجرائم والمخدرات والسلاح خارج اطار القانون
نعم فالاشاعة فنٌ يحسنه الكاذبون وقد اختير لها الوقت المناسب والمناخ المناسب والشعب المناسب حيث الانتخابات والفرز اليدوي وعليه يمكن ان نضيف حرباً اخرى على هذ الشعب هي [حرب الاشاعات ]الخفية التي تديرها جهات ربما دولية او شعبية او افراد لهم مصلحة في الاضرار بالامن المجتمعي .