سرد هذه القصة واقعى بالفعل وأبطالها هم كالتالى؛
●محمود......البطل
●على ......زميل العمل
●إسماعيل.....والد الطفل الرضيع
محمود طول عمره عايش لوحده وهو ده الإحساس اللى دائما يشعر به فيلبس ويأكل ويخرج ويفكر ويأخذ قراراته منفردا حتى ولو كانت الدنيا كلها حوله ولكنه مصاب بإحساس غريب جدا هذا الإحساس جعله يترك الجميع ويعيش بمفرده وكأنه من كوكب آخر كان يرى دائما الحياة ببساطه شديدة يراها بعين تمتلأ أمل ورغبة حقيقية فى إثبات كل ما يتطلع إليه دائما يسأل نفسه لماذا يعيشون الناس هكذا فأين أسنان المشط التى دائما نعتبرها حكمه لجميع البشر هل إنتهى عصر المشط هل تقصفت كل أسنانه لماذا توسعت الفجوة بين البشر دخل محمود مع نفسه فى جدال عميق وبدأ يسأل نفسه أسئلة كثيرة وهو على قناعة تامة بأنه من كوكب آخر..
محمود له جولات كثيرة فى الحياة فبدأ يسطرها بمزكراته التى أطلق عليها إسم (يوميات إنسان مش أنانى )
وها نحن نقص عليكم جولة قصيرة من ضمن جولاته.
بدأ محمود بعد أخذ نفس عميق يتحدث فى أولى جولاته.
فبدءها بالتالى ثم قال حياتى كلها عادية هادئه لن أطمع فى أى شيئ لا يمثلنى بشيئ أو من شيئ ليس من حقى دائما ينتابنى شعور وإحساس بأن السعاده ليست بالمال ولا بالمصالح ولا بالمناصب إنما السعاده هى كيف تحصل عليها وتقوم بمشاركتها على الآخريين حتى تشاركهم فيها لأن هناك البعض لا يعرف أين طريق السعاده بالرغم من أن السعاده بينها وبين الجميع خطوة واحده فقط الا وهى القناعة وكيف ومن أين تأتى ثم قال محمود السعاده بالنسبالى ضحكه من القلب لأى شخص يقف أمامى حتى ولو كان يشعر بالحزن فعندما تنظر له بعين الشفقه والرحمه والحب ثم تبتسم له إبتسامه صافيه من القلب فسترى سريعا قدرة الله سبحانه وتعالى فى توصيل هذه الابتسامه لهذا الشخص لأنه بالفعل يحتاجها .
وعندها توقف محمود عن الكتابة وبدأ يتذكر بعض المواقف التى قابلها بحياته ثم بدأ سرد جولته فى سطور قليلة
فقال كنت أسكن فى مدينة بعيدة وأجلس بها بمفردى وكنت أعمل عملا شاقا بنظام اليومية وبعد إنتهاء عملى كنت أتحصل من صاحب العمل على نصيبى من بعض النقود القليلة التى اتعايش بها وكنت مستورا بها والحمد ومن أجل قناعتى كنت دائما بعد انتهاء عملى الشاق يوميا أتوجه إلى صلاتى وأحمد الله على كل رزق هو وهبه لى وبالرغم من كافة المعاناة التى أعانيها إلا أن ابتسامتى لا تبتعد عن وجهى فى كل الأحيان اثناء عملى وعند كل نهاية إسبوع أذهب إلى مكتب البريد لإرسال النقود التى تحصلت عليها إلى عائلتى التى تتكون من أب وأم وأخ وأخت فكنت أنا العائل الوحيد لأسرتى وكنت متكفل بكل مصاريف المعيشه والدراسة لأشقائي واثناء جلوسى مع الأصدقاء بالرغم من أن الجميع حولى يشتكون ويتألمون دائما من قلة الامكانيات التى يواجهونها فى حياتهم من معيشه وخلافه كانوا دائما يحسدوننى على أننى غير متزوج وهم لا يعلمون بأن ظروفى لا تسمح بالزواج بسبب مسؤلياتى تجاة عائلتى التى ليس لها أى مصدر رزق غيرى فكان الجميع يتعجبون من كلامى وأيضا لانهم دائما يشاهدوننى وأنا أشعر أمامهم بالسعاده والابتسامه التى لا تفارقنى وفى يوم من الايام جاء أحد الاصدقاء يدعى (على)يسألنى لماذا لا تتزوج حتى الآن فنظرت إليه بابتسامتى المعهودة وقولت له يا( على) أليس من حقهم علي أن أوفر لهم كل مايحتاجونه حتى السعاده نفسها ثم نظر الي (على) وقال لي وأين سعادتك يا(محمود) فقلت له هى ابتسامه أبى وأمى وكل من يتعلقون فى رقبتى فعندما اتصل بهم تليفونيا وأستمع لصوتهم وهم بخير أبتسم دائما وهذه هى سبب الابتسامه الدائمة على وجهى .
ده كان حوار( محمود) مع صديقه( على) ثم ذهب(محمود) وترك( على) فى حالة ذهول وتعجب من حديث ( محمود ) وأكمل (محمود) حديثه بين السطور ثم قال لقد ذهبت إلى السكن الذى أقطن به وبدأت أبحث عن طعام لأننى أشعر بالجوع ولن أجد طعام داخل مسكنى ثم بحث بجيبى عن النقود التى أمتلكها فتذكرت بأن هذا اليوم لم يأتى صاحب العمل وبالتالى لم أحصل على المصروف اليومى بعد انتهاء عملى فخرجت من مسكنى حتى أبحث عن أقل الاطعمه بما يناسب ما بجيبى فوجدت رجل يدعى (إسماعيل) يقف بجوار صيدلية طبية ويشعر بالحزن ولاحظت عليه البكاء فقربت منه (محمود) وسألته ماذا بك فقال لى هذا الرجل جئت إلى هذه الصيدلية حتى أحصل على لبن صناعى قد وصفه الدكتور لطفلى الرضيع والنقود التى معى لا تكفى لشراء اللبن ولا امتلك بمنزلى أى نقود أخرى فماذا افعل ولماذا اعود الى البيت بدون اللبن وأرى طفلى يبكى جوعا فقمت أنا (محمود) بإمساك يد (إسماعيل) واخذته ودخلت به الى الصيدلية وطلبت من الصيدلى اللبن المطلوب وأعطاه ما يملك من نقود فنظرت الى (إسماعيل) فوجدت على وجهه السعاده فابتسمت ابتسامة كبيرة وبصوت عالى وقلت الحمد لله الذى كفانى وأشبعنى بعدما شعرت بالجوع فنظر الي الصيدلى باستغراب وسألنى ماذا بك وكيف احسست بالشبع بعد الجوع هل هذا اللبن لك ام لطفل هذا الرجل فنظرت الي الصيدلى وقولت له يا طبيب انا عامل غلبان وبعمل باليوميه وطول حياتى برغم قلة إمكانياتى وحرمانى الا اننى دائما أجتهد حتى أستطيع دخول السعاده بقلب والأخريين فتعجب لي الدكتور وقال لى احكى قصتك فنظرت اليه وتحدثت معه فى موقف (إسماعيل) الذى وجدته بخارج الصيدليه حزين لعدم تمكنه من الحصول على اللبن لطفله بسبب انه لا يمتلك ثمن اللبن وبالرغم من اننى كنت متجها لابحث عن طعام الا اننى فضلت هذا الطفل عنى وعندما اخذت منك اللبن اصابنى شعور عظيم وكبير بالشبع وأحسست اننى دخلت على وليمه طعام وافترستها وفى النهاية ايها الطبيب يكفينى ابتسامة هذا الرجل الذى اسعدتنى كثيرا ودعائه لى ودعاء زوجته ايضا عندما تعلم بهذا الموقف.
درسا كبيرا فى الحياة نتعلم منه من خلال عامل بسيط عاش حياته من أجل سعادة الآخريين تعلمنا منه كيف تكون التضحية وكيف تكون أنت وسيلة أمان وفتح ابواب السعادة للآخريين .....
هكذا كانت هذه القصة القصيرة من ضمن جولات هذا الرجل الذى اطلق عليها بأنها يوميات فى حياته لا تنسي فسميت