ولد الشيخ طه الفشني عام 1900م بمركز الفشن محافظة بني سويف و الذي كان وقتها تابعا لمحافظة المنيا ، تربي في أسرة ميسورة الحال و كان والده تاجرا للأقمشة .
حرص والده علي إلحاقه بإحدي المدارس الإبتدائية نهارا و ألحقه بالكتاب مساء لحفظ القرآن الكريم . أتم حفظ القرآن في سن العاشرة ، إلتحق بمدرسة المعلمين بالمنيا و حصل علي شهادة الكفاءة عام 1919م ، شق طريقه بعدها نحو إحتراف القراءة و الإنشاد في الحفلات و الأفراح و الموالد و حلقات الذكر .
في عام 1923م إلتحق بمعهد القراءات بالأزهر الشريف فتلقي تعليمه لعلوم القرآن الكريم و أحكامه و علوم القراءات ، كان من أشد المعجبين بالشيخ علي محمود المتربع علي عرش التلاوة و الإنشاد في تلك الفترة .
إنضم إلي بطانة الشيخ علي محمود الذي تبني موهبته و علمه و حفظه كثيرا من التواشيح الدينية ، عاش مع شيخه رحلته الفنية مما زاد صوته حلاوة و أصبح أداؤه أكثر تمكنا و تميزا فسار علي دربه و نهج مدرسته .
قدمه الشيخ علي محمود في إحدي الحفلات بحي الحسين و سمعه وقتها محمد سعيد لطفي باشا مدير الإذاعة المصرية الذي إعجب بأدائه و ألحقه بالإذاعة عام 1937م .
عينته الأوقاف مؤذنا أول لمسجد الحسين و قارئا للسورة بمسجد السيدة سكينة و تعلم المقامات و الأنغام و العزف علي العود علي يد الشيخ درويش الحريري ، كون فرقة خاصة به و إختارته الإذاعة لإحياء ليالي رمضان بقصري عابدين و رأس التين بصحبة الشيخ مصطفي إسماعيل من سنة 1943م حتي 1952م .
أطلقت عليه أم كلثوم لقب ملك التواشيح . إشتهر بطول النفس و كان ينشد القصيدة الواحدة 4 ساعات متواصلة أكرمه الله و أعطاه صوتا يطرب الملائكة و تهتز له السماء ، قال له الشيخ علي محمود أنت خليفتي ، تعامل مع كبار الملحنين مثل الشيخ زكريا أحمد و الشيخ درويش الحريري .
تقلد منصب رئيس رابطة القراء و سافر إلي الكثير من دول العالم و كرمه الرئيس عبد الناصر و السادات .
و في 10 ديسمبر 1971م توفي إلي رحمة الله تعالي بعد حياة حافلة مع القرآن الكريم و المديح النبوي و الإنشاد الديني . ...تغمدك الله بفسيح جناته شيخنا الجليل