Back from America To Mecca
بين شعب الغرب المختار والعرب المحتار
عدت من أمريكا بلاد رعاة البقر القوة العظمي التي يتكلم عنها ويخشاها الجميع
ولم يراها أحد علي الطبيعة سوي في أفلام هوليوود وهي ميزة أضافية للرأي حتي يكون أكثر عمقا وواقعية وغير سطحي أو مجرد نظريات جوفاء
فزيارتي كانت عائلية ثم تحولت الي محاولة إعادة أكتشاف امريكا
بعدما إكتشفها الإيطالي كريستوفر كولومبوس قبل 500 عاما فقط بأمر إيزابيلا ملكة إسبانيا بعد سقوط الأندلس
في نيويورك وجزيرة مانهاتن الشهيرة بأبراجها وناطحات السحاب وتمثال الحرية ( هدية من فرنسا )
هالني التواجد اليهودي الظاهر جليا بكل أرجاءها حتي ظننت بأنني وصلت بالخطأ الي تل أبيب عاصمة اسرائيل
وذلك لوجود الملايين منهم في عاصمة المال والأعمال في العالم وتحكمهم في قلبه النابض والرساميل الهائلة وأموال الغاز والنفط العربي بثروات مهدرة
لم تنفع حتي أصحابها ومن هم أولي بها من العرب والمسلمين لتخفيف آلامهم بؤسا وفقرا وحربا
كما تحكم اليهود في أمريكا بطريق غير مباشرة في الإقتصاد والأعلام وهوليوود
وبالتالي مراكز صنع القرار في الكابيتول والكونجرس والبيت الأبيض من السيناتور حتي حاكم الولاية باللوبي اليهودي القوي هناك
ممَثَلا في الأغلبية المؤيدة لإسرائيل بمجلس النواب ومنظمة الأيباك الداعمة لإسرائيل والصهيونية العالمية
فأحدثوا أختراقا هائلا داخل العملاق الأمريكي لمصلحتهم بالطبع
وألا فأن المنطق كان سيرجح مصلحة أمريكا
مع أكثر من 60 دولة أسلامية وربع سكان الأرض أمام أسرائيل
وهنا نذكر أن أول دولة إعترفت بإستقلال أمريكا في 4 يوليو قبل 400 عام كانت هي مملكة المغرب أو مراكش قديما
ولذا يجب فك الأرتباط الأبدي والزواج الكاثوليكي بين أمريكا وإسرائيل واستقلال أمريكا وتحريرها من الخضوع لسطوة أسرائيل لأنها السياسة وتحالفاتها المتقلبة والمصالح المتغيرة
أما الشعب الأمريكي من المهاجرين الجُدد والقدامي أيضا
فإن أغلبه جاهل سياسيا
بما يحدث خارج حدوده ومهتم بسعر الوقود والبنزين والطاقة والتأمين الصحي وعمله الخاص ومؤشر معدل البطالة في 50 نجمة في العلم الأمريكي ( مع نجمة داوود اسرائيل ) هي عدد الولايات الأمريكية شاسعة المساحات والمسافات
لكل منها أحكامها وقوانينها من حمل السلاح والأجهاض وحتي عقوبة الأعدام ومئات الملايين من المواطنين من بقايا قبائل الهنود الحُمر السكان الأصليين مع الأوربيين البيض والسود الزنوج الأفارقة والآسيويون والصينيين واللاتينوس مع عشرات الأصول الأخري كلهم تشاركوا الحلم الأمريكي سابقا والآن قسوة وتوحش الرأسمالية
وربما من المزايا في أمريكا إختلاف الأوزان بالرطل والمقاييس تحسب بالبوصة
وفي المسافات بالميل
واختلاف الطرق والسيارات والأكل والملبس الرياضات الامريكية البيسبول وكرة السلة وحتي درجات الحرارة تحسب بنظام الفهرنهايت
وكأنك في عالم آخر لم تألفه وتحتاج وقتا للتعود عليه وقبوله
وهذا هو سر جنون العظمة لديهم بأنهم شعب الله المختار الجديد لأنقاذ العالم بأفلام جيش البطل الواحد (رامبو. جيمس بوند .انديانا جونز)ألخ
كذلك اختلاف التوقيت الذي يصل لفارق ست ساعات بين الساحل الغربي علي المحيط الاطلنطي والساحل الشرقي علي المحيط الهاديء الباسيفيك
إنطباعي العام هو أعجبتني أمريكا سائحا أو زائرا
لكنها لم تبهرني لدرجة الحياة والأستقرار فيها لأنها
لم تعد بلاد الفرص الكبيرة بعدما تحول الحلم الأمريكي الي كابوس ثقيل أو مجرد حلم زائف من أحلام اليقظة
بعدها ذهبت لآداء فريضة الحج الركن الخامس في الإسلام وقد لقيت بعض المعاناة مع أفواج الحجاج في إجراءات الوصول والمغادرة بالمطار وسوء المعاملة وتدني مستوي النظافة العامة والوعي العام وتدافع الحجيج والمعتمرين رغم جهود النقل والتأمين والنفقات الكبيرة في المناسك ورمي الجمرات وقطار المترو الجديد الي المشاعر المقدسة
الا أنه يجب العمل سريعا علي تشكيل هيئة أستشارية عليا للحج من الدول الأسلامية الكبري(أندونيسيا.باكستان.مصر.تركيا.ايران) لتسهيل الإجراءات وتوحيد الثقافات واللغات المختلفة للمساهمة في سهولة وإنسيابية الحج خصوصا مع قلة مستوي الوعي للأعمارالكبيرة وثقافة الندرة والزحام
وأذكر هنا بمبادرتي الخاصة في مقال سابق للحج الي القدس بعد مكة لتحرير الأقصي
في اطار ثورة الحرية للأقصي ليكون ربيعا للعرب وليس سرابا أو خرابا لهم..
..ماأقوله أيجازا أنه بعد رؤية ثلاثية الأبعاد حيث أني ولدت بأفريقيا وأعيش بأوروبا حالياً وزرت أمريكا وعملت بآسيا لسنوات
باننا قد ظلمنا أنفسنا كثيراً وفرطنا في حقوقنا وقمنا ببيع قضايانا العادلة مجانا لأعدائنا
ودليل ذلك هو خطاب باراك حسين أوباما المخادع في جامعة القاهرة للمسلمين
وفي الأيباك وإلتزامه بضمان أمن أسرائيل
الذي حققه خلفه دونالد ترامب بنقله سفارة أمريكا للقدس المحتلة
بعد نهبه لثروات واموال العرب والسعودية في قمة الرياض عام ٢٠١٧
فقد ثبت حاليا بأن نعمة النفط قد تحولت الي لعنة حقيقية فمنذ ظهوره قبل خمسة عقود والمتوفع نضوبه في 2050
لم يأت النفط بخير لأصحابه بل زاد أطماع أعدائنا فينا وأضاع أوطانا وقتل وشرد الملايين منا
وهنا السؤال الكبير..
كيف أنتصرت ملايين نيويورك من اليهود بأموال العرب الحُمر وقوة سلاح الأمريكان ومجلس الأمن الدولي
علي مئات الملايين من المسلمين وعلي ملايين الحجاج في مكة المكرمة
لولا المساعدة بفتح الباب لهم من الداخل العربي بالخيانة القطرية والقواعد العسكرية الأمريكية بالخليج
وأختراقه سياسيا وماليا وأعلاميا وتخريب أوطاننا بالقطعة
ونحر المواطن علي مذبح الوطن
فكما أخترق اليهود أمريكا كما رأينا فقد أخترقت أمريكا العرب لا سيما في دول الخليج وقامت بكسر وقتل كل من طالب بالوحدة العربية بداية من الزعيم عبد الناصر مرورا برئيس العراق صَدام حسين ووزعيم ليبيا معمرالقذافي
وعليه فأن أستقلال أمريكا عن أسرائيل سيتبعه تلقائيا أستقلال العرب الثاني بعد إستقلالهم عن الإستعمار المباشر من الغرب
وعندها سوف نري حقا أزهار ربيع العرب
بدلا من الخريف والفتنة الشاملة حاليا أو الفوضي الخلاقة كما تمنوها
لنسترد منهم عصا القيادة لتكون مثل عصا موسي السحرية حتي ننجح في فك سحرهم الأسود